وفي أبسط الأحوال يكون مثاراً للسخرية بين أقرانه، حتى يأتي غيره فينصرفون إلى القادم الجديد.
قال الزمخشري: الغبي هو الذي لا يفرق بين الكوع والكرسوع.
لا يوجد في المعاجم اللغوية ما يشير إلى المثل القائل: لا يعرف كوعه من بوعه، وإنما يقال للبليد: لا يَعرِف كوعَهُ مِنْ كرسوعه.
وهنا أصبح عندنا لفظ ثالث يحتاج إلى توضيح وهو الكرسوع.
ويزيد الطين بلة أن ضارب المثل والمضروب به في الغالب لا يعلمان ما المقصود بكل منهما، بل ساقه الضارب ليزدري به من المضروب على أن الضارب نفسه يزدري نفسه أيضاً لأنه شخصياً لا يعلم ما هما.
وقبل أن نذكر معاني تلك الكلمات حسب المعاجم، نشير إلى لفظ شائع في استعمال لفظ (كوع)على ألسنة الناس، ويقصدون به المفصل الفاصل بين الزند والعضد، في حين يقصد بالكوع لغة عظم يلي الابهام، وهناك أيضا لفظ(الزند)ويقصد به في اللفظ الشائع ما بين الكف والكوع، بينما في أصل اللغة المفص الذي يلي أصل الابهام، في حين يستخدم لفظ الزند الآن على معصم اليد، وقد يدعوه بعضهم الرسغ، أما الرسغ في أصل اللغة العظم الذي يلي الأصبع الوسطى.
وفي اللغة يسمى المفصل المذكور(المرفق).
وتجمع المعاجم العربية وعلى رأسها لسان العرب أن الكُوعُ: طرَفُ الزند الذي يلي أَصلَ الإِبْهامِ، أي أن الكوع هو العظم الناتئ مما يلي الابهام.
والزند موصل طرف الذراع في الكف وهما زندان: الكوع والكرسوع.
والكرسوع: هو العظم الناتئ مما يلي الخنصر.
ونخلص من ذلك أن تلك العظام هي:
الكوع: عظم يلي إبهام اليد
البوع: عظم يلي إبهام القدم
الكرسوع:عظم يلي الخنصر
الرسغ:عظم يلي الوسطى
وكان من عادة العلماء أن توضع المعلومات ضمن أبيات شعرية ليسهل على الناس ولاسيما طلاب العلم حفظها وورد في ذلك قولهم:
الكوع والبوع والكرسوع إن أشكلاً
ما يلي إبهامك الكـوع
والخنصر الصغرى فكن ذاكرا
فما يليها ذلك الكرسوع
والرِجل إن جاءت بتذكاره
فما يلي إبهامها البــوع
وقال آخر:
وعظم يلي الإبهام كوع وما يلي
لخنصرة الكرسوع والرسغ في الوسط
وعظم يلي ابهام رجل ملقب
ببوع فخذ بالعلم واحذر من الغلط