تحديدا في هذا الزمن حيث تمتلك بين يديها وسائل تكنولوجية تجعلها مفتوحة أمام العالم في أحيان كثيرة دون أن تمتلك الوعي اللازم للتعامل معه..
ربما من هنا تأتي خصوصية الرواية التي تحاول الغوص في هذا العالم الفتي بأسلوبية بسيطة تختار مفرداتها بعناية لتقدم جملا بسيطة يمكن فهمها بسهولة،مع صور توضيحية بين كل فصل وآخر...
الكمبيوتر وكيف سيطر على حياة هذا الجيل حاضر بقوة في الرواية لترينا الانتقال الحياتي الذي يعيشونه بعد سيطرته على مختلف مفردات حياتهم...بحيث لم يعد مجرد أداة بل حالة يفترض التعامل معها بوعي كامل من قبل الاهل أولا ليتمكنوا من الاعتماد عليه كمساعد على التعلم أكثر من أي شيء آخر...
تقول الكاتبة بهذا الخصوص (احذرا انه ضار ومدمر لمن لايحسن الاستفادة منه على النحو الافضل،واستخدامه واستعماله بدقة ولمن ينحرف بسببه الى ما هو غير مفيد فيمتص وقته وقد يفسده ويصرفه عن دراسته وتحصيله وعن ضروريات حياته الاجتماعية بما فيها من ألفة وتفاهم ومحبة...).
صفحات الكتاب تمضي بنا لنكتشف أنها تقدم لنا فهما عميقا للعالم الذي اختارته الكاتبة لتقدم لنا حياة أسرة كيف يمضي بها الزمن بنكباته وأفراحه. كيف يفاجئها بصفعاته فتتلقاها صابرة وكيف يمضي بها نحو الهناء فتستقبله بعمق بعد أن تكن اعطاها وجود الحزن معنى اعمق...
تقول الكاتبة قبل نهاية الرواية بقليل: (سعيد وأنا جلسنا الى طاولة في مطعم الجامعة،طلبنا عصير البرتقال المثلج فكان الضباب الفضي معلقا بلاجو يتشبث بشجيرات الحديقة المقلمة الداكنة الخضرة ورفرفت الذكريات بأجنحة من نور ونار وانسكبت كشلال ينحدر من عل،فرح وضحك ونكات...).
من الواضح أن اللغة الحوارية التي اعتمدتها الكاتبة بين أبطال الرواية استعانت بمفردات الحياة اليومية المناسبة لكل حالة من الحالات التي تمر بها الشخصيات وتلعب اللغة دورا كبيرا في تقريب الرواية الى أذهان الفتيان وربما الكبار من خلال حكاية أسرة فيها كل الاعمار مع تركيز خاص على الفتيان فيها لتقدم لنا لهم سيرة حياة كاملة...
هي مبادرة مهمة قدمتها د.نظمية تفتح أمام هذه الفئة العمرية مجالا يفترض أن نخصه بالكثير من الاهتمام ليس فقط لمساعدتهم على توسيع مداركهم فقط،بل ومن أجل توسيع وعي خاص بهم...
العمل يصلح لأن يكون دليلا تربويا للأسرة في تعاطيها مع أبنائها واضافة الى ذلك يتضمن أفكارا ارشادية وتوجيهية لبناء طفولة مشبعة بالتربية الحديثة والطافحة بلاقيم النبيلة...
الجدير ذكره أن الكاتبة حائزة على ليسانس في الحقوق من جامعة دمشق، دبلوم عالي في الادب العربي من جامعة القديس يوسف، عضو اتحاد الكتاب العرب.. من مؤلفاتها الافعى والراعي، الحصان الازرق،النمر الشجاع...