ولدت تشاو شينغ لي في بلد الدموع (الصين) عام 1936 وفي 28 ت1 من عام 1949 أي حين كانت تشاو لاتزال في الثالثة عشرة من عمرها وكانت رائعة الجمال وتنحدر من عائلة برجوازية متوسطة تمت خطبتها بالقوة على شاب معتل سليل أسرة ثرية من شنغهاي وتزوجت به بعد سنة من ذلك عن غير حب، وأصبحت أماً في سن الخامسة عشرة لصبي، وفي التاسعة عشرة أنجبت ابنة أيضاً، هذه الشابة البوذية التقية شهدت الأحداث التاريخية لبلدها، كل هذا وهي مقتنعة بحياة الحرمان والخضوع، ترملت عام 1962 بعد ثلاثة عشر عاماً من زواجها وجدت ملاذها في الموسيقا في كونسر فاتوار شنغهاي، ثم في هونغ كونغ وذلك قبل أن تعانق درب البيانو في فرنسا، وتصبح كاتبة أيضاً فالفيلم الفرنسي (هودج الدموع): يرتكز على سيرتها الذاتية حيث يصف حياتها المعكرة حين كانت طفلة، كما يتحدث عن الصعوبات والمعاناة التي عاشتها نتيجة زواجها المدبر، وكذلك نجاحها الموسيقي فيما بعد، فقد عاشت لمدة أربعين سنة في فرنسا.. من الصعب ألا نحيي قصة مؤثرة أخرى وهي قصة شخصية إشكالية من الصين، إنها قصة (ماو زيدونك) ذلك الأخير تزوج بالقوة في سن الرابعة عشرة من ابنة عمه التي تكبره بأربع سنوات طلقها دون أن يلمسها مستفيداً من خبرته، نجده عند استلامه السلطة منع الزواج المدبر.
يلاحظ أن مصير تشاوشينغ لي مرتبط بدقة بمصير ماو، فقد كانت في السنة الأولى من عمرها حين اشتعلت الحرب الصينية اليابانية وكانت خطبتها دخول جيش التحرير الشعبي التابع لـ ماو زيدونك إلى بكين إذاً قصتاهما متشابكتان.
حين التقى الكاتب جورج والتر في كانون الأول من عام 1973 بـ تشاو شينغ لي باستوديو التلفزيون لبث البرنامج الأدبي «إيتاليك» المخصص عن الصين، تأكد هناك من حصوله على قصة حقيقية، هذا التشابه، وهذا الأخذ والرد بين القصة الكبيرة وقصة تشاوشينغ لي، الذي جسد مأساة المرأة الصينية وعبوديتها الدينوية شكل إبرة البوصلة.
قرر جورج والتر أن يفاجئ الفيلم الأميركي الذي كان يعمل على المشروع نفسه، تشابكت الحوادث مع جواب - كما أطلق عليها أصدقاؤها منذ إقامتها في باريس - ولم تتشابه عند قراءة المخطوطة لم يكن يعتقد شارل رونساك مدير مجموعة «فيكي» لدى روبير لافون، أن هذه المخطوطات ستشهد شعبية واسعة: «لن نمضي بعيداً عن ذلك، عشرون ألف نسخة ستكون جيدة» لكن بعد أسابيع من النشر ارتفع عدد النسخات المبيعة إلى مئة ألف.
مع ذلك لم ينسق الناشر لأي جلبة إعلانية أو مشروع صحفي، إضافة إلى بعض البرامج السمعية والبصرية، كانت الانتقادات الصحفية قليلة.
إذاً كيف استطاع أن يصل هذا الكتاب إلى مستوى أفضل المبيعات، حيث باع روبير لافون 300 ألف نسخة من الموضوع قبل كل شيء نحن في عام 1975، الصين تستيقظ والعالم بدأ يهتز وها هي الدولة تبحث عن وريث لـ ماو الذي توفي في العام التالي ويكتشف الفرنسيون امبراطورية الوسط، زهونغو الذي أحياها، والروايات المملوءة بالتفاصيل حول أسلوب حياة الصينيين أثارت فضولهم، البطلة حاولت عبثاً الالتحاق بالمدرسة الأميركية ماك انتير دي كانتون فلم تعد بحاجة لثوب الطفل عند مائدة النمر الأبيض.. «مع هذه العائلة التي يرتدي سلفها صندل القرون الوسطى، ينتابنا الإحساس أننا نعيش قبل قرون الحكمة والبربرية».
اسطورة تربط خمسة أجيال تربط بين البؤس والسعادة بين الشرق والغرب.
وقوة العنوان تشد الانتباه كانت (تشاو) تقول: «سر النجاح أن يحتوي العنوان على ماء» أي فيه روح حين كانت تتحدث عن هودج الفرح، ذلك الذي كان قد رافقها حتى العرس «بدلق هذه العبارة بعبارة هودج الدموع» الكمال الرومانسي عند تشاو منح شخصية البطلة رومانسية كبيرة وأثارت الشفقة عند القارئات، أما الفيلم الذي تم استيحاؤه من هذا الكتاب وأخرجه جاك دوثمان عام 1987 فلم يحظ بنفس الشغف الذي حصل عليه الكتاب.
إذاً يمكننا القول إن تشاوشينغ لي استطاعت أن تتحدى الظروف وكانت أقوى منها حيث تمكنت من أن تكون عازفة بيانو وكاتبة فكان من أعمالها:
- رواية هودج الدموع (سيرتها الذاتية) التي صدرت عام 1970.
- في يدبوذا (عام 2001).
- ليس من مأزق تحت السماء (عام 2004).