الذي يفرض عليهم توازعاً عاجلاً وسريعاً للحصص والمكاسب التي تقاس بحجم ودور كل طرف منهم في قتل ليبيا والليبيين ..
يوضح مجددا أبعاد تلك اللعبة الدولية التي لاتزال تحاك لليبيا ، ويعيد طرح ذلك السؤال (الكابوس)الذي طرح في العام 2003 إبان سقوط بغداد حين داست أحذية المستعمرين الجدد أحلام العراقيين المتشوقين للحرية التي امتزجت منذ ذلك الوقت بدمائهم ونفطهم الذي جلبها لهم على حاملات الطائرات ورؤوس الصواريخ التي تعاود الآن رحلتها مجددا نحو المنطقة .. سؤال بات يتردد كثيرا خلال الساعات الماضية .. هل خلعت طرابلس عن كاهلها حقا عهد «الطاغية» ؟..أم أنها دخلت كشقيقتها بغداد في عهد طاغية جديد يزركش عباءته بشعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ..السؤال بمقطعيه بدأت إجابته تسلك طريقها نحو الحقيقة التي غفل أو تغافل عنها بعض الليبيين ممن استجاروا لتحريرهم من (الطاغية) بطاغية أشد ظلما وأكثر قساوة .. حين دشن أولئك عهد حريتهم بالتوسل للإفراج عن حقوقهم وأموالهم التي اختطفتها دول الاستعمار الجديد مسبقا بغية إعادتها ممهورة ببعض الشروط والإملاءات التي عرفت بدايتها ولم تعرف نهايتها حتى أجل بعيد .
يبدو أن التاريخ يعاود تكرار نفسه في كل مرة .. ولكن المشكلة التي تحولت إلى إشكالية مزمنة تعشش بداخلنا هي اننا لا نقرأ التاريخ وان قرأناه فإننا لا نتعظ منه.