وهذا الصنف من المعارضة يذكرنا بمن ركبوا الدبابات المتعددة الجنسيات التي غزت العراق، وعلى رأسها الدبابة الأميركية التي جاءت تنفذ المخطط الصهيوني الذي وضعه شيمون بيرز منذ عام 1982 في المؤتمر الصهيوني الذي انعقد آنذاك.
في بريطانيا ثمة فريقان، أولاً أصدقاء «اللوبي الاسرائيلي» العماليون، ثم أصدقاؤه المحافظون، وفي أميركا الشأن ذاته بين الجمهوريين والديمقراطيين.
أما العالم العربي فهناك الليبراليون الجدد والمتعيشون على أبواب أميركا وأصدقاء اللوبي الصهيوني العالمي، وبينهم يبرز من سموا أنفسهم معارضة سورية في الخارج من الذين يعدون كلينتون ونتنياهو بالتقيد بأوامر إسرائيل وأميركا بحذافيرها، بل يقترحون أفكاراً فيها مزايدات عليهما لتبييض الوجه: وما هم إلا أدوات تنفيذية وألعوبات تحرك بخيطان واهية ستنقطع بهم هي والسبل ما إن ينتهي دورهم، فهم لايصرفون نشاطهم في خدمة وطنهم سورية بل يزرون بها وينسفون كل أسسها وأعمدتها، ولعل كل نظريات السياسة تعرف أن الوطن بناء ومن أجل حفظه لا غنى عن الأساس والعماد.
أصدقاء اللوبي الصهيوني من المعارضة السورية، أصبحوا في عصر انعدام الخجل وطقّ عرق الحياء لديهم، فلا صدقية لديهم، وكذبهم باد للعيان أثناء تأييد بعضهم لما تبثه وسائل الاتصال المأجورة، بل ترأس بعضهم الغرف السوداء سيئة الصيت فيها، واستطاع جلهم التعامل مع سماسرة على أرض الوطن من المجرمين وأرباب السوابق للدخول على خط التظاهرات السلمية ذات المطالب المحقة، وتمويل تظاهرات أخرى غير سلمية هدفها تدمير المنشآت والمرافق العامة وقتل الآمنين ممن يخالفونهم الرأي وترويعهم، وقتل عناصر حفظ النظام والجيش، وهذا ما دلت عليه عمليات التخريبات التي تدمي القلوب في المحافظات ومحافظة حماة خير شاهد على ما ارتكب من أعمال تدمير للمصارف وسرقتها وللمشافي والمدارس ودك أعمدة الانارة في الطرقات لتكون الفاتورة بمليارات الليرات السورية.
أصدقاء اللوبي الصهيوني من المعارضة السورية علموا زبانيتهم على الأرض كيف يكون القتل بالتمثيل بالجثث وتقطيع الأوصال لبث الرعب فيمن يخالفهم الرأي من السوريين الوطنيين وجرت برمجتهم عن طريق حرب أفيون جديدة كشفت عنها ما ضبطته الجهات المختصة من حبوب كبتاغون بلغ عددها في «تهريبة واحدة» مليوني مضغوطة، تفقد الإنسان إنسانيته وتجعل الإرهابي المسلح وحشاً، إلى جانب عشرات الآلاف من الأسلحة الأميركية والاسرائيلية والمواد المتفجرة وصواعقها وذخائر تستهدف الشعب السوري والجيش، وما يجري في سورية وبعض البلدان العربية سلوك جديد في البيئة الدولية ينطوي على قدر كبير من الدوافع الامبرايالية التي جيشت أكثر من 35 فضائية تلفق لتسوغ تدخل خارجي في سورية يترافق مع حرب اقتصادية لتدمير وتخريب بنيات سورية الإنتاجية لإجبارها على تغيير سلوكها في ضغط دولي وإقليمي مهدت له إجراءات سياسية بتوتير العلاقات الدبلوماسية معها في نية توجيه ضربة لسورية، تلمح وتهدد بها القوى الإمبريالية المتصهينة، ويشير إلى ذلك محاولاتها اليائسة حتى الآن في اتخاذ قرار دولي يدين سورية لتسويغ تقويضها.
ولطالما شهدنا رفضاً منظماً لمواقف وسلوكيات سورية التي ترفضها دول الغرب الاستعماري ولاسيما أميركا التي فرضت عقوبات عليها منذ عام 2005، وثمة أمثلة كثيرة فرضت فيها العقوبات بأمر رسمي سيادي اميركي ليضفي عليها إلزامية قانونية وقد بدأ حظر جزئي وراح يتسع نطاقه نحو الكلية، وأميركا التي تفرض حظرها على الشركات الأميركية والغربية من ممارسة أي أنشطة في سورية وحظر المعاملات المصرفية معها وحظر شركات الملاحة والطيران الأميركية ثم ممارسة القسر بالضغوط، وكل ذلك لا تعي واشنطن أن هامش المناورة لسورية يتيح لها عدم الانصياع لمتطلباتها، ويستنكر الشعب السوري هذا العمل الذي في جوهره هو عمل استبدادي إجرامي، وأنها لن تخضع للقسر ولو أصبح قسراً كاملاً، وسورية ستخرج من هذه المؤامرة أقوى، ولو طالعنا الرئيس أوباما كل يوم بالتحريض وتوتير الداخل السوري وإرسال الرسائل الى المسلحين وسماسرتهم، وهذه العقوبات غدت مكشوفة أمام الرأي العام السوري الذي يشكل أهم ثابت يسهم في تقليل أثر العقوبات، في سعيه المستمر إلى إعادة الأمان الى ربوع سورية التي ستلتف على المؤامرة والعقوبات التي تعد آليتها ضرباً لأمن وسلامة المجتمع الدولي الذي تسيطر عليه القوى الكبرى، وعلى اتخاذ القرار في المنظمات الدولية وتزرع هذه القوى بالرغبة في صيانة وحفظ الأمن والسلام الدولي الأمر الذي سيقوض هذا السلام.