تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عمل المرأة ..ضريبة يدفعها الأبناء

مجتــمـــــع
السبت 27-8-2011
حنان المقداد

لم تعد قضية عمل المرأة، قضية إشكالية فهناك الكثير من الدراسات والأبحاث التي أكدت على أهمية عملها وآثاره الإيجابية عليها أولاً وعلى أسرتها ومجتمعها ثانياً، فهي لم تعد تعمل من أجل مساهمتها في رفع دخل الأسرة فقط،

وإنما من أجل تحقيق وجودها الإنساني وفرض ذاتها وأفكارها التي لايمكن إغفالها ولكن هل عمل المرأة خارج منزلها، ضريبة يدفعها الأبناء والزوج.‏

الآراء متعددة حول هذه الإشكالية، فهناك من يرى أن سلبيات عمل المرأة خارج المنزل أكثر من إيجابياتها.‏

هناك بعض السلبيات التي تترتب على عمل المرأة بشكل جزئي وليس بشكل كلي خارج المنزل:‏

1- تفكك الأسرة: فالأبناء يتأثرون سلباً بقضاء أمهم لفترات طويلة خارج المنزل، فهم يمضون الوقت في مشاهدة التلفاز والمحطات الفضائية، ونسبة من الأبناء يقضون وقتهم خلال فترة غياب الأم في ألعاب الحاسوب غير التعليمية والأتاري و(البلايستيشن) التي يحذر اليوم منها كثيراً من خبراء صحة الأطفال والأخطر من ذلك أن البعض من أبناء العاملات يقضون وقتهم خارج المنزل ريثما يعود أحد الوالدين حيث يتسع المجال أكثر في تكوين علاقات وصداقات مع رفاق السوء،بالإضافة إلى ذلك بعد الأولاد عن أمهم وعدم شعورهم بحنانها الذي هم بحاجة إليه منذ الطفولة، أي إن غياب الأم الطويل عن المنزل بسبب العمل وترك الأبناء وحدهم دون متابعة ومراقبة من شأنه أن يؤدي إلى تفكك الأسرة وضياع الأبناء.‏

2- إرهاق المرأة جسمياً نتيجة قيامها بأعمال مخالفة لطبيعة تكوينها الجسدي، وإرهاقها عقلياً لما تتعرض له من تكفير تجاه أطفالها لتركهم في البيت أو في دور الحضانة أو عند المربيات أو الجيران حيث تبقى دائمة التفكير بما سيحل بهم أثناء غيابها.‏

3- ارتفاع معدلات الطلاق فغالباً ما يتم الطلاق نتيجة إهمال المرأة لبيتها وأطفالها بسبب خروجها للعمل ما يؤدي إلى ظهور الخلافات الزوجية التي من شأنها أن تؤدي إلى الطلاق ولهذا يعتبر عمل المرأة خارج البيت من الأسباب الرئيسة المؤدية للطلاق.‏

إيجابيات عمل المرأة‏

إن لعمل المرأة عدة آثار إيجابية على الأبناء منها:‏

اعتمادهم على أنفسهم في تلبية بعض احتياجاتهم الأساسية التي تتعلق بحياتهم من لباس وطعام ودراسة وكذلك يحسن عملها من فرص التعليم ومن المستوى المعيشي والصحي لكل أفراد الأسرة.‏

وللتقليل من هذه الإشكالية لابد من بعض الاقتراحات القائمة على تنظيم الوقت والأسرة فالمرأة العاملة تتحمل مسؤوليات كثيرة وهذه المسؤوليات هي التي تشعرها بالضغط والأرق وبالتقصير الاجتماعي نحو أولادها فإن تنظيم الوقت يلعب دوراً كبيراً وأساسياً في تجاوز هذا الموضوع كما أن تنظيم الأسرة يعد عاملاً من عوامل استقرار الحالة النفسية للأم العاملة التي تشعر بالارتياح عندما ترى أولادها يقضون أوقاتهم في المنزل وقد نشأت بينهم علاقة صداقة.‏

بالإضافة إلى دور الزوج في مساعدتها في أعمال المنزل فهذا لن ينقص من رجولته شيء وخاصة إذا كان الزوجان عاملين فالحياة مشاركة لبناء أسرة سعيدة واستمرار الحياة الزوجية. وأخيراً‏

صحيح أن هناك ضريبة على عمل الزوجة قد تنعكس على أطفالها، ولكن في جميع الحالات يبقى عملها ضرورياً لها ولأسرتها مهما كانت النتائج فهي جزء لا يتجزأ من المجتمع، بل هي أم المجتمع وصانعة رجاله.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية