إشباع رغباته
ووجود الطفل في بيئة خالية من الأمن ، تنتشر فيها الإساءة له، فإن ذلك يمثل أكثر القضايا أهمية وحساسية، حيث تستمد أهميتها من كونها قضية خاصة بالطفولة.
لهذا ترى الباحثة النفسية غادة شحود إن تنشئة الطفل وتنميته يحتاجان إلى أسرة قوية، ومترابطة، كما تحتاج إلى رعاية والدية توفر للطفل الرعاية والعناية التي تتناسب مع كل مرحلة عمرية، فالطفل بحاجة لإشباع حاجاته الاجتماعية: كالحب، وتقدير الآخرين واحترامهم، والانتماء للجماعة التي يحيا فيها، والتواصل مع أفراد أسرته ومن حوله من أصدقاء وزملاء، فكيف يتمتع الطفل بهذه الحاجات وسط حياة يفقد فيها مصدر الحنان والرعاية والأمن أحد والديه أو كليهما ؟
صفات الإيذاء
بعد كل هذا يقودنا للسؤال: كثيراً ما نسمع عن الطفل المضطهد، ما هي صفات هؤلاء الأطفال؟
الأستاذة الدكتورة شذى قوشجي أستاذة في كلية طب الأسنان جامعة دمشق قالت: اضطهاد الطفل هو مشكلة عالمية يعاني منها كثيرمن الأطفال ويتضمن الإيذاء ثلاثة أمور: إيذاء جسدي، إيذاء عاطفي ، الإهمال الشديد .
حيث الإيذاء الجسدي: يشكل 65% من ضحايا إيذاء الطفل وهو رض لجسد الطفل غير ناتج عن حادث و قد يؤدي لأذية شديدة و حتى الموت.
وتابعت لتقول : كما تتراوح الأذيات من طفيفة كبضع كدمات وخدوش إلى شديدة مثل الحروق و أذيات الجملة العصبية المركزية وأذيات البطن والكسور المتعددة أو الأذيات الأخرى المهددة للحياة.
وعلامات تؤكد أن هذا الطفل مضطهد جسدياً: موقع الأذية لا يتناسب مع المرحلة العمرية التي يمر بها ( مثلاً كدمات على وجه رضيع ). تكون معظم الأذيات في الرقبة و الوجه والفم و الرأس لا يريد الوالدان أن يصفوا للطبيب كيفية حدوث الأذية. ويختلف شرح كيفية حدوث الأذية مع كل مرة تذكر من الأهل. وعلى الرغم من وضوح الأذية لا يبدي الوالدان أي اهتمام.
أما الإيذاء العاطفي: أضافت د. قوشجي يمكن أن يتأذى الطفل من الآباء أو الأساتذة أو أي مرب، كأن يضايقه كلامياً باستمرار بالإيذاء المباشر أو السخرية أمام الآخرين أو يشعره بالدونية، و قد تأخذ الأشكال الشديدة شكل حبس الطفل في غرفة مظلمة.
إهمالات أخرى
ويبقى هناك الإهمال الشديد:بالتالي يتضمن عدة أمور قد لا يعتني الآباء بالمواليد الحديثة فتصاب بسوء التغذية ونقص النمو.
ناهيك أيضاً الإهمال التعليمي: الفشل في تقديم الاحتياجات الأساسية الضرورية للتعليم المدرسي.
ويليه أيضاً الإهمال الجسدي: من خلال الفشل في تقديم الاحتياجات الأساسية مثل الطعام الملائم و المأوى و الثياب و متطلبات العناية الصحية مثل الجروح المهملة والنخور والخراجات والآفات حول السنية. حيث يتجاهل الآباء أو لا يقدمون العلاج الطبي أو السني الضروري للطفل حتى لو ترقت الحالة لمدى وأصبحت شديدة أو غير عكوسة.
لكن في حد ذاتها
وخلصت شحود لتقول فما زلنا نرى الإساءة للأطفال ممثلة في مجالات كثيرة وخاصة في مجال الاضطهاد وإن لم تكن كبيرة لكن في حد ذاتها لا يمكن العبور عنها في مجتمعاتنا فمن واجب الأسرة والدولة أن توفر للطفل بيئة صالحة حتى يتربى الأطفال أصحاء بدنياً ونفسياً .