تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مســـــؤولية الآبـــــاء

مجتــمـــــع
السبت 27-8-2011
ناديا سعود

الأب و الأم و الأبناء كل له دور مرسوم وكل تربطه بالآخر علاقة عضوية مقدسة. فالأسرة هي أول وأهم المؤسسات الإنسانية التي تقوم بوضع اللبنة الأولى في عملية التنشئة الاجتماعية والتي تقوم على أكتاف شخصين هما الرجل والمرأة . فلكل منهما دوره المهم والفاعل في بث الوعي لدى الأبناء.

وعلى الرغم من أن العديد من الدراسات قد أشارت إلى عدم وجود غريزة تسمى (غريزة الأبوة ) لدى الرجل.، إلا أن علاقة الرجل مع ابنه تحمل بعدا ثقافيا ودينيا وأخلاقيا؛ فالأبوة مسؤولية تحتاج إلى الوعي فليس صحيحا أن يخدع الإنسان نفسه فيترك أولاده لشأنهم أو يضطرهم أن يلجؤوا إلى غيره , فصلاح الأب و فساده يؤثران على الأولاد حتما ولا يمكن تربية الأولاد تربية جيدة إلا من خلال تحمل هذه المسؤولية وعدم التهرب منها .‏

فدور الأب يتعاظم مع حدوث العديد من المتغيرات على مستوى العالم مما يحتم قيام الأب بدور كبير في مساعدة الأم في عملية تنشئة الأبناء.‏

وحول أهمية دور الآباء في توعية أبنائهم وخاصة في ظل هذه الظروف التي تمر بنا قالت لنا اختصاصية علم الاجتماع ربا حسن:‏

إن الوعي عند الأبناء يتبلور داخل الأسرة متأثرا بطبيعة العلاقة بين أفرادها ونمط السلطة الأبوية فيها وما تحمله تلك السلطة من احترام وتقدير لأفكار وآراء مختلف أفراد الأسرة وآليات صناعة القرار داخل الأسرة نفسها فيتعين على الأب التعامل مع أولاده بأسلوب تربوي يسوده الحوار وان تجمع بينهم لغة التفاهم.‏

فعلى الآباء أن يغرسوا ما يؤمنون به من أفكار ومبادئ في نفوس أبنائهم.‏

فالولد يتعلم من والده القيم وتعاليم الدين وماهو حلال وما هو حرام فإذا نشأ الولد في هذا اللون من التربية فإنه لاشك يكسب من البداية احترام عقيدة الغير وهي من الحقوق الأصلية. كذلك يتعلم كيف يحترم ملكية الغير وانه لايجوز الاعتداء عليها.‏

ولاشك أن ملكية الغير وملكية الدولة تدخل ضمن أساليب التنشئة الأسرية للأولاد .‏

وهكذا يتضح لنا دور الأسرة في تربية الولد وتنشئته وتوعيته. ودلت الكثير من الدراسات على أن أساس الشخصية التي تتكون في المنزل من حياة الطفل يصعب فيما بعد تعديلها.‏

والأسرة بوصفها أساس المجتمع فإنها تؤثر بما يسود فيها من قيم ومعايير وسلوكيات للآباء في الأبناء حيث يميل الأبناء للتأثر بالسلوك السياسي للآباء ويميلون لتقليد آبائهم سواء بانتمائهم السياسي أو الحزبي أو في آرائهم السياسية.‏

فالدور الذي يلعبه الأب في توعية أبنائه ضروري وله اثر كبير وخاصة في بعض الحالات الخاصة عندما يكون الوطن في حالة خطر, فإن المشاعر الوطنية عادة ما تكون في مقدمة الأهداف التي تقوم بها الأسرة وخاصة الأب.‏

وهكذا نرى مما سبق أهمية أن يكون الأب قدوة لأبنائه في أقواله وأفعاله وان يضع في اعتباره أن هذا الابن يخزن ويحتفظ في ذاكرته كل التفاصيل وسلوكيات وأقوال والده مما يحتم قيام الأب بدور اكبر في مساعدة الأم في عملية التنشئة والتوعية لدى الأبناء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية