من هنا كان لابد من الإشارة إلى أن المشاركة الاجتماعية المجتمعية حسب رأي علماء الاجتماع هي عملية اجتماعية يمارس الفرد من خلالها دوره في الحياة السياسية والاجتماعية وتعبر عن مدى اندماج أفراد المجتمع وتفاعلهم في أنشطة بشكل طوعي .
من هنا كانت أهمية إشراك كل فئات الشعب وخاصة الفئة المنتجة على ضرورة المشاركة بهذه النشاطات والعمل على تفعيل دورهم، وخاصة على ضرورة مشاركتهم في نشر ثقافة المشاركة. الآنسة غادة الحركة تقول في دراستها الميدانية عن هذا الموضوع: إن عملية المشاركة المجتمعية تتطلب توافر مجموعة من العناصر والأركان هي التفاعل والتطوع والحوار كما أن لها مقومات تتمثل في الشروط الضرورية لتحقيقها كالقيم مثل التعاون والذي يشكل أهم عمليات التفاعل الاجتماعي. والتسامح الذي يزيل الحقد والضغينة من النفوس ويجعل الناس في المجتمع يتشاورون في المسائل العامة ويصوغون أحكامهم بطابع المحبة لا الصراع والتطاحن .
والمواطنة التي تجعلهم يعبرون عن آرائهم بما يعزر قيمة ومتانة هذا الوطن ويجعله منيعاً على الأعداء، ومن هنا كان لابد من توافر قنوات للمشاركة يتمكن من خلالها الشباب من التعبير عن أنفسهم وآرائهم كالأحزاب والمنظمات الشعبية وأن يسود مناخ من الحرية لكي يندفع الشباب للمشاركة في تلك القنوات التي تتفق مع مبادئهم دون خوف لأنها تعمل على زيادة الروابط الاجتماعية فيما بينهم وتحقق التفاعل والتشارك في أفكارهم، وفي حال انعدمت هذه المشاركة من البعض في هذه النشاطات التي تتعلق في حياتهم ومستقبلهم وعدم وعيهم لحقهم في اتخاذ القرارات وقلة الانخراط في العمل الطوعي الاجتماعي تؤدي بالمجتمع إلى حالة من الخمول والتأخر وإذا استشرى هذا السلوك وأصبح ،سلوكاً جماعياً نكون أمام ظاهرة اجتماعية سلبية وهي اللامبالاة ولذا فإن تفعيل عملية المشاركة المجتمعية وتعميقها في وعي الناس وثقافتهم يقلل من هذه الظاهرة (اللامبالاة) ويساعد في عملية التطور الاجتماعي.
من كل ذلك فإننا نلاحظ أن الاختلاف في الظروف الحياتية المتاحة للشباب يتطلب المزيد من السعي والجهد لدمج هؤلاء في المجتمع وإزالة القيود والمعوقات أمام تحقيق مشاركتهم في مجالات المجتمع المختلفة والعمل على تفعيل دورهم الإيجابي في عملية التنمية وتطوير المجتمع، إضافة إلى تكريس ثقافة المجتمع لتقوم على قيم المشاركة وشعور الانتماء وتعزيز ثقتهم بأهمية دورهم في مجتمعهم ليكونوا فاعلين ومنفعلين في المجتمع الذي يعيشون به.