في حلب الشهباء كانت هناك مبادرات عديدة منها تلك التي قامت بها مجموعة من النساء اللاتي تعاون مع سيدات الأعمال في المحافظة حيث قمن بجمع بعض المبالغ المالية فيما بينهن وقررت زيارة كافة أمهات شهداء حلب لمواساتهن وتعبيرهن عن اعتزازهن بما قدمه أبناؤهن من أجل حماية الوطن والذود عنه وبالفعل قمن بتقسيم المشاركات إلى مجموعات كي يتسنى للجميع شرف زيارة تلك الأمهات وتقديم مبلغ رمزي وقدره 100 ألف ليرة سورية تعبيراً عن محبتهن وتقديرهن وتعاطفهن مع أسر الشهداء الذين قدموا أغلى وأثمن شيء في الوجود بالنسبة إليهم فداء للوطن.
إحدى السيدات اللواتي شاركن بتلك الزيارات أخبرتني بأن اعتزاز الأمهات وثباتهن أذهلنا وقد قدمت إحدى أمهات الشهداء نموذجاً يحتذى به في التضحية والكرامة وحب الوطن.
حيث لفتت تلك السيدة أنظار الجميع بتماسكها وإرادتها وعزتها حيث أعربت عن فخرها بشهاده ولدها واعتذرت عن قبول المبلغ المالي وقالت أرجو أن تعطوه لأسرة فقيرة أكثر حاجة من أسرتنا فهم أحق منا بهذا المال.
واستطردت السيدة قائلة خرجنا من عندها وعيوننا مسمرة إلى ذلك المنزل وتلك الأم القوية الثابتة والصامدة صمود بلدنا الحبيب والتي يمكن أن نعدها مدرسة بكل معنى الكلمة.
ونحن نقول الآن جميعنا بأمس الحاجة إلى مثل تلك الأمهات وإلى مثل تلك المواقف المشرفة واللواتي يعتبرن أن الوطن هو الأغلى وهو الأبقى وهو الأحوج إلى تقديم الغالي والرخيص في سبيله ليبقى شامخاً مرفوع الرأس عالي الجبين كما عهدناه دائماً لا تؤثر فيه أيادي الغدر والخيانة والعمالة تلك الأيادي التي تلطخت بدماء الشهداء الطاهرة والنقية.