تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تعزيـــز الأميــة

رؤيـــــــــة
السبت 24-9-2011
أديب مخزوم

التباسات ومغالطات كبيرة تظهر في صحافتنا التشكيلية بشكل يومي، وتمتلك القدرة على إثارة المزيد من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول مفهوم التشكيل الحديث ومسالكه الأساسية وتأويلاته التي يجب أن تبحث عن تفاعلات ثقافية صحيحة،

ولاسيما أنها موجهة إلى جمهور لا يزال في بداية طريق التذوق الفعلي للعمل الفني الحديث السائد كنتاج إبداعي، وهو بحاجة إلى معرفة الأسس الحقيقية التي قامت عليها مدارس الفن الحديث والمعاصر.‏

وعلى سبيل المثال فقط، كثيرا ما نقرأ في الصحف أو نسمع في البرامج أن بيكاسو من كبار الفنانين التجريديين المعاصرين، مع العلم أن بيكاسو لم يكن يوماً على اتفاق في الرأي مع الفنانين التجريديين، حتى في اقصى حالات الاختزال والاختصار التعبيري، كما تتكرر دائما في كتابات هؤلاء المظاهرالالتباسية بين الانطباعية والتعبيرية متجاهلين ان الانطباعية تهدف لإظهار الألوان المتبدلة على الأشياء في ساعات متغيرة.‏‏

ولهذا وجدت من الضروري التنويه إلى مثل هذه الأخطاء المرتبطة بنظرة عامة خاطئة كرستها كتابات بعض الفنانين والكتاب والصحفيين و المترجمين العرب، من خلال الإشارة إلى أن الانطباعية لها قواعدها وضوابطها الصارمة بخلاف التعبيرية، وبأن بيكاسو كان يرسم في كل مرة باحثاً في فضاء مساحة اللوحة عن المختصر المفيد، الذي يبقى عند جوهر الشكل دون تجاوزه إلى صياغات تجريدية خالصة أو صرفة، وفوق ذلك كان بيكاسو يردد في كل مناسبة عبارته الشهيرة «التجريد أكبر خطأ في الفن الحديث».. بيكاسو يمكن اعتباره أحد ينابيع الاتجاه التجريدي الحديث ولا يجوز وصفه في أي حال من الأحوال بأنه فنان تجريدي كما هو شائع.‏

adibmakhzoum@hotmail com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية