كما يختلف الاثنان عما عليه صفات خيل المغرب العربي.
وأهم ما يلفت الانتباه في الحصان العربي الأصيل صغر الرأس ، وعليه يتوقف حسنه ومعرفة مدى أصالته وهمته،فرأس الحصان العربي الأصيل صغير الحجم، جميل التكوين، ناعم الجلد، خال من الوبر، قليل لحم الخد.
وأحسن رؤوس الخيول العربية ما كان على شكل هرم قمته إلى أسفل وقاعدته إلى أعلى، مع جمال وتناسق في الشّكل، فهو ذو جبهة عريضة تُزيّنها غُرَّة في وسطها، وعينان واسعتان سوداوان جميلتان، بعيدتان عن الأذنين، ويسترسل عليهما شعر الناصية فيقيهما من أشعة الشمس.
ويستقبح العرب جزّ نواصي خيولهم، وعادة ما يرسلونها إلى الجهة اليمنى من العنق، وأفضل النّواصي الطّويلة الصّافية اللون.
وللحصان الأًصيل مخطم دقيق، وأنفُ مستقيم به منخران واسعان مستديران، يساعدانه على استنشاق قدر أكبر من الأوكسجين في حال الركض،وعضلات خده بارزة، والمسافة بين الفكين عريضة، وفمه واسع الشدقين.
والرأس في الأنثى أصغر قليلاً منه في الذكر،وتعلو الرأس الأذنان، وهما منتصبتان سريعتا الحركة وحسّاستان، يدل انتصابهما على حيوية الحصان وعنفوانه ونشاطه، بينما يُستقبح استرخاء الأذنين إذ يدل على عكس تلك الصفات، والأذن في الأنثى أطول قليلاً عنها في الذكر.
ويتميز جذع الحصان العربي الأصيل بخصائص تركيبية تختلف عن سائر الخيول، وعليها تتوقف قوته وسرعته وصبره. فكاهله (ما بين الظهر والعنق) عالٍ حسن التركيب، دقيق في أعلاه. أما ظهره فقصير وعريض ،وينفرد الحصان العربي بأن عدد الفقرات العظمية في ظهره، يقل فقرة واحدة عن الخيول الأخرى.
وأفضل المتن في الخيل ما كان قوياً قصيراً مستقيماً، منحرفاً قليلاً من الخلف إلى الأمام. وكلّما اتسعت المسافة بين منكبي الحصان، كان ذلك دليلاً على ضخامة الصدر وحسنه.
ويتوفر عند الحصان العربي مكان كاف لرئتيه الكبيرتين، وهذا يساعد على إدخال أكبر قدر من الأكسجين دفعة واحدة إلى الرئتين، ما يساعد بدوره على التّنفس بطريقة سهلة، ولذا يقطع الحصان العربي المسافات الطويلة ، دون أن يظهر عليه أثر التعب أو الإجهاد.
أمّا البطن فيكون عادة متناسقاً مع الجسم، إلا أن بطون الإناث أكثر رحابة، والأضلاع متسقة تملأ فراغ الخاصرتين. ويغطي جسم الحصان العربي شعر لامع براق ليّن الملمس. ويقل عدد الفقرات الذيلية فقرتين عنه في سائر الخيول، بينما نجد الذيل مرتفعاً عند منبته.
وقوائم الحصان العربي ذات عضلات قوية، ولا توجد فيها زوائد قرنية غالباً، وهي تتصل بالكتفين المائلين إلى الأمام،ويتصل بها العضد ذو العضلات الصّلبة الذي يساعد في سرعة العدو. أما الساعد فأفضله ما كان قصيراً مستقيماً بارز الأوتار، ويستحب أن تكون الحوافر صغيرة صلبة وقوية. وساقا الحصان الأصيل مستقيمتان دون انحراف، وفيها قصر ومتانة.
وإلى جانب هذه السِّمات الجِسْمية للحصان العربي، فهناك ميزات خلقية وأخلاقية يتفوق بها على سائر الخيول، منها اكتمال اللياقة وقلة الأمراض وسرعة الشفاء من الجروح والكسور،ومنها الصّبر والقدرة العالية على تحمل المشاق تحت أقسى الظروف، ومن أخلاقه الذّكاء والوفاء والقدرة على التكيف مع تقلبات المناخ.
كما يتميز الحصان العربي بخصوبة عالية وشجاعة فطرية تساعده على الثبات في المعارك، وهو غير شره ،ويكتفي الحصان العربي بالقليل من الطعام،ولا يفقد حماسه أبداً لقلة ما يقدم له من الكلأ.