تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مع «الثـــورات» العربيـــة وضــــد «الثوار».. إعلاميون: أوباما يتحول إلى جندي إسرائيلي في البيت الأبيض

الثورة
صفحة أولى
السبت 24-9-2011
حسين صقر

للوهلة الأولى تظنه المدافع الأول عن الشعوب، وحامي حماها المستميت لبلوغ الديمقراطية والمساواة، لكن على طريقته التي ألفناها واعتدنا رؤية نتائجها في بقاع العالم الكثيرة وخاصة العربية،

وعندما نسمع تصريحاته وخطبه عن فلسطين وأهلها وحقهم في تقرير مصيرهم، وإقامة دولتهم المستقلة، يتبين أنه يسكنه شخصان يخالف كل منهما الآخر ليس في أدق التفاصيل فحسب، إنما في الخطوط العامة والعريضة.‏

ففي واحد من أشد المواقف الأميركية تناقضاً، وفق ما رأته مصادر إعلامية متابعة أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، وقوفه مع ما يسمى الثورات العربية دون تردد أو خجل، لكنه ضد الشعوب العربية التي تقوم بهذه «الثورات»، وذلك في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبراً أن العرب يصنعون تاريخاً لا مثيل له، بالطبع دون أن يبحث الأسباب التي دعت إليها الأحداث الجارية في كثير من الدول العربية وإن عرّج على بو عزيزي تونس، لكن عندما وصل به الأمر إلى فلسطين، تحول إلى محارب يقاتل ضد أبسط المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، وكأنه جندي أشوس مطلوب منه أكثر مما ينبغي، أو تخاله سفيراً لإسرائيل في بلاده، ويقف في صفوف أقصى اليمين الإسرائيلي وأشد المستوطنين تطرفاً، كما أنه يستعيد خطاباً تخلى عنه الإسرائيليون أنفسهم عن «الدولة» الصغيرة بمساحتها وعدد سكانها، وعن شعبها المهدد بالإرهاب والاضطهاد منذ عقود، وعن نجاحها طوال تلك في الدفاع عن أمنها المزعوم، حيث تشرح مواقفه وتصريحاته وتهديداته بالفيتو ما يصبو إليه على خلفية توجه الفلسطينيين للأمم المتحدة للحصول على اعتراف أممي بدولة مستقلة.‏

المصادر الإعلامية المتابعة تؤكد أن أوباما كان ولا يزال يعتقد أن موجة التغيير التي تريدها أميركا تستظل تحت عباءة الانقلاب على الفساد والفقر والجهل، لكنها في حقيقة الأمر تريد من ورائها واشنطن أن تحقق غاياتها بعيداً عن دفع مالها ورجالها، واستخدام الشعوب كوسيلة ووقود لنيران هذه الموجة حتى تحقق أهدافها باستقدام أنظمة غربية الصنع بامتياز أميركي، أما ما يحصل فيكون مجرد تسمية، تماماً كما أيام الجمع التي يسمونها ويدعون إليها من غرفهم السوداء.‏

وتضيف المصادر أن ما يحصل لا يحمل أي بعد اجتماعي أو اقتصادي، إنما تمتلئ بمضامين سياسية، محركها خارجي بحت، أما الوسائل والأدوات وحتى قطع التبديل فهي محلية الصنع.‏

وخاصة أن الغرب الذي لا يحفظ له أي فرد من الأمة العربية ذكرى طيبة، لا من الماضي البعيد ولا من الماضي القريب... إذاً فالغاية تبرر الوسيلة.‏

والمرجّح أن أوباما قدّر بأن تلك الموجة يمكن أن يستغرق ارتفاعها عشرات السنين قبل أن تستقر على أنظمة عربية جديدة، مختلفة عن الفضائح التي كانت ولا تزال حاكمة حاليا في أكثر من بلد عربي، موضحة أن ذلك تقدير صحيح إذ لم يطلق الشارع العربي خلال مساعيه لتغيير الأنظمة هتافات ضد أميركا أو الغرب أو إسرائيل. ولعله أيضا استوحى نماذج غربية للثورة السلمية التي سبقه إلى مثلها الأوروبيون الشرقيون، وللدولة التي يريد بناءها على أنقاض بعض الأنظمة العربية، لكن فلسطين كانت حاضرة في الوعي العربي، وكانت ماثلة في الأذهان بصفتها مؤشراً بارزاً على استهانة الغرب بالشخصية العربية. كما كان الشعب الفلسطيني نفسه جزءاً من تلك الثورة التي لا يمكن أن تسقط على أعتاب وبوابات الفلسطينيين أياً كانت انتماءاتهم.‏

بخطابه الممالئ لإسرائيل أكثر من أي وقت مضى في تاريخه الانتهازي، أعلن أوباما صراحة وقوفه ضد الشعوب العربية ومطالبها المحقة، وبالأخص الشعب الفلسطيني، واختار أن يكون في هذه اللحظة جنديا مقاتلا في صفوف الجيش الإسرائيلي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية