تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شمس الشتاء

ملحق ثقافي
2018/10/2
زياد سودة

أرى الذي فيهِ:

تتزاحم قوافل الذكرياتْ‏

تتمدد من خلالها‏

شراييني‏

‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏

توغِلُ في صدري‏

سَمَاهى‏

تلك الطالعةُ من وراءِ الأُفْقِ‏

القادمة من البَعيدْ..‏

تملأ الأمكنةُ بالحضورْ‏

كما تشرقُ الشمسُ‏

فوقَ مساحاتِ الأرضْ‏

شمس لقائنا التي‏

لا تغيبُ أبداً!‏

تلك الشمس التي‏

ترسمُ صور الحياةْ‏

**‏

تنهضُ من خلفِ‏

تلك التّلالْ‏

تفوح رائحتها‏

في أرجاءِ الكونِ:‏

كما العِطْرُ الذي‏

ينفذُ لشرايين القلبْ‏

**‏

وأرى النَّسائِمُ تُداعبُ‏

الأطفالْ‏

تستيقظُ صباحاً،‏

تخربش على الستائرِ،‏

تُحَوَّمُ في المكان‏

وتتعبُ‏

من وطأةِ الأرقْ‏

**‏

صَخَبُ الشَّوارِعِ‏

يدخل عبر النوافذِ‏

كما صَباحُ العائدينَ،‏

من حقولِ الغيابْ‏

ومواء القطط التي تَتَجوَّلُ:‏

هنا وهناك!‏

تبحث عن مَلاجِئَ؛‏

لا ظَلامَ فيها، ولا فوضى‏

يتنهد الصَّمْتُ،‏

والقلب يأسرهُ الحَنينْ!‏

**‏

يتخطى الموج الصَّاخِبُ‏

رمالَ الضفافِ في تَنَهُّدِها‏

دُروبهُ الهادرةِ كالسَّيلْ‏

ترنو نحو السَّماءْ‏

تبحث عن الأشياءْ‏

تدغدغ خُدودَ الأرضِ القاحِلهْ‏

**‏

جفت العُروقْ‏

قبل الرَّحيلْ‏

وعدتني بالعطاءْ‏

حينما يطلُّ الشتاءْ‏

حيث يكنزُ لنا‏

مواسمُ الدَّفْءِ، والفَرَحِ‏

في المواقِدِ المُشْتَعِلة بالحنين‏

ويَهْطِلُ الثلجُ ...‏

تلك الزَّخاتِ تُوقِظُ‏

العَرَقَ الذي يَتَصَبَّبُ‏

فوقَ الجَبينْ‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية