تتزاحم قوافل الذكرياتْ
تتمدد من خلالها
شراييني
توغِلُ في صدري
سَمَاهى
تلك الطالعةُ من وراءِ الأُفْقِ
القادمة من البَعيدْ..
تملأ الأمكنةُ بالحضورْ
كما تشرقُ الشمسُ
فوقَ مساحاتِ الأرضْ
شمس لقائنا التي
لا تغيبُ أبداً!
تلك الشمس التي
ترسمُ صور الحياةْ
**
تنهضُ من خلفِ
تلك التّلالْ
تفوح رائحتها
في أرجاءِ الكونِ:
كما العِطْرُ الذي
ينفذُ لشرايين القلبْ
**
وأرى النَّسائِمُ تُداعبُ
الأطفالْ
تستيقظُ صباحاً،
تخربش على الستائرِ،
تُحَوَّمُ في المكان
وتتعبُ
من وطأةِ الأرقْ
**
صَخَبُ الشَّوارِعِ
يدخل عبر النوافذِ
كما صَباحُ العائدينَ،
من حقولِ الغيابْ
ومواء القطط التي تَتَجوَّلُ:
هنا وهناك!
تبحث عن مَلاجِئَ؛
لا ظَلامَ فيها، ولا فوضى
يتنهد الصَّمْتُ،
والقلب يأسرهُ الحَنينْ!
**
يتخطى الموج الصَّاخِبُ
رمالَ الضفافِ في تَنَهُّدِها
دُروبهُ الهادرةِ كالسَّيلْ
ترنو نحو السَّماءْ
تبحث عن الأشياءْ
تدغدغ خُدودَ الأرضِ القاحِلهْ
**
جفت العُروقْ
قبل الرَّحيلْ
وعدتني بالعطاءْ
حينما يطلُّ الشتاءْ
حيث يكنزُ لنا
مواسمُ الدَّفْءِ، والفَرَحِ
في المواقِدِ المُشْتَعِلة بالحنين
ويَهْطِلُ الثلجُ ...
تلك الزَّخاتِ تُوقِظُ
العَرَقَ الذي يَتَصَبَّبُ
فوقَ الجَبينْ