وأنت موجٌ عائمٌ ما اعتاد سكناها الديار
أتراك حبيس طبيعتي! أتراني اعتدت الانتظار!
أم أنّ حزناً قد طواك يمدّد الآن الحصار!
يا حائراً حيّرتني قسماً وجعلتها عيني تحار
تخشى ماءً يرونا لو غار نبع الماء غار
كيف ترجو لؤلؤاً وتعفّ عن مسّ المحار؟
من سكرٍ طعم الوطن مذاقه حلوٌ وحار
يكفيك قلبي تشقني هاك للحزن اعتذار
قلّه: أتلفتني أنتَ.. خلّصتني حتى الدثار
قلّه : أبكيتني.. وتركت خدّي في احتضار
وطنٌ تفتّح كالسما زهراً في ذابل الأزهار
مشى بليلي حافياً مطراً يهلّل أو نهار
أوقد الشمع الطويل نوراً في حكاياتي كنار
رفّ في صوتي كناراً ساحرٌ ذاك الكنار
إن كان ذا أسرٍ تَسجن الروح بدار
قلبي إذن طوّق حياتي بذيّاك الإسار