ومن ثم توالى صدور المجلات النسائية، التي حاكت المرأة العربية، ودعتها إلى أخذ موقعها في المجتمع العربي.
شاركت اللبنانية لبيبة ماضي هاشم في الحركة النسائية العربية، وأصدرت مجلة «فتاة الشرق» عام 1906م في القاهرة، ونالت شهرة واسعة، إذ استمرت في الصدور ثلاثة عشر عاماً.
تناولت لبيبة في مجلتها وضع المرأة في المجتمع العربي، وقارنته بوضعها في المجتمعات الغربية، وطالبت بحقوقها السياسية والاجتماعية، وطالبت بتحريرها من كل القيود ومساواتها بالرجل.
ولدت لبيبة ماضي في بيروت، عام 1882، ودرست في مدارس الإرساليات الإنكليزية والأمريكية، وتتلمذت على يد الشيخ إبراهيم اليازجي. وبعد نزوح أسرتها إلى مصر، في مطلع القرن العشرين، بدأت العمل في الصحافة، وأصدرت مجلتها «فتاة الشرق». كانت مصر حينها الدولة العربية الأكثر انفتاحاً وتطوراً، فاستطاعت لبيبة من خلال علمها ونشاطها أن تجلب الأنظار إليها، ما دعا الجامعة المصرية إلى تعيينها خلال عامي 1911 و1912 أستاذة في القسم النسائي كمحاضرة في التربية.
فيما بعد، وفي عهد الحكومة الفيصلية العربية، دعيت إلى سورية، وعينت مفتشة في وزارة المعارف السورية، وكانت أول امرأة تتسنم هذا المنصب. ولكنها، ومع دخول القوات الفرنسية سورية، غادرت إلى سانتياغو عاصمة تشيلي، وهناك أصدرت مجلة «الشرق والغرب» عام 1923، ومن ثم عادت إلى مصر بعد عام، وعاودت إصدار مجلتها «فتاة الشرق».
كتبت لبيبة ماضي الرواية والمقالة والقصة. واشتهرت روايتها «قلب رجل» التي تحكي قصة غرام شاب بفتاة أثناء أحداث لبنان الطائفية 1860. وتعتبر هذه الرواية في طليعة الروايات العربية في ذلك الزمن. ولها مجموعة من القصص التاريخية والاجتماعية القصيرة، نشرتها في مجلتها عام 1907، منها: شيرين، جزاء الإحسان، شهيد المروءة والوفاء.
افتتحت صالوناً أدبياً في القاهرة، استقبلت فيه عدداً من الأدباء والكتاب والشعراء من الجنسين، لكنه لم يشتهر على نطاق واسع.
توفيت لبيبة ماضي هاشم عام 1953، بعد أن تركت اسماً في عالم الصحافة والأدب، ورمزاً من رموز الدفاع عن حرية المرأة ومساواتها مع الرجل.
okbazeidan@yahoo.com