هي صاحبة اليد الطولى في كل ما يجري من أحداث, لأن وهم إسقاط سورية ما زال يعشش في بال حكومات الاحتلال المتعاقبة منذ إنشاء الكيان الغاصب وحتى الآن, طمعا بتكريس الاحتلال وفرضه كأمر واقع على الأرض, ومن ثم التوصل إلى اتفاق سلام يكون مفصلا على مقاس المشروع الصهيوني مع بعض العرب الذين جندتهم إسرائيل لهذه الغاية.
بيريز لم يجد أي حرج بمطالبته المستعربين الجدد بالتدخل, ومخاطبته لهم بقوله: «يجب أن نعمل في سورية ما لم نعمله أبدا في الماضي»!! يؤكد بالدليل القاطع وجود تنسيق دائم وجهود مشتركة بين حكام إسرائيل وبعض الأنظمة العربية العميلة وعلى رأسها قَطَر والسعودية منذ عقود طويلة, بهدف تدمير الدول العربية وتفتيتها, وبشكل خاص سورية كونها تمثل رأس الهرم المقاوم في المنطقة, ويؤكد أيضا أن أولئك المستعربين ما هم إلا وكلاء لتنفيذ الأجندات الصهيونية, ومجرد دمى بيد حكام إسرائيل يحركونها كيفما يشاؤون وفي الوقت الذي يريدونه.
بيريز الحالم بإطالة أمد الأزمة وإغراق سورية أكثر في دوامة العنف والفوضى وجه تعليماته أيضا للأمم المتحدة لمساعدة أي «قوة عربية» –كما وسبق لشيخ قَطَر أن اقترحها بأوامر إسرائيلية- لأنه يرى أن جامعة الأنظمة العربية أعجز عن القيام بذلك وحدها, فهي على ما يبدو قد خيبت ظنه رغم كل الضرر الذي ألحقته بالشعب السوري وما زالت, وتحريضه هذا يفسر معنى إصرار أميركا والدول الأوروبية على التدخل الفظ في الشأن السوري, والمحاولات البائسة لجر سورية إلى الجهة التي تخدم إسرائيل, كون اللوبي الصهيوني يتحكم إلى حد بعيد بقرارات تلك الدول وبشهادة العديد من مسؤوليها.
التحريض الإسرائيلي المستمر ضد سورية مرده بالأساس لشعور حكام الكيان الصهيوني بالخوف الدائم من أن تبقى سورية في قوتها ومنعتها, وهذا يحول دون استكمال مخططاتهم في المنطقة, رغم أن بعض الأطراف العربية سهلت لهم في الكثير من الأحيان فرض شروطهم ورؤيتهم إزاء عملية السلام, ومنحتهم الكثير من الفرص كي ينفذوا مخططاتهم التوسعية على الأرض, إلا أن سورية ما زالت هي العائق الوحيد أمام تحقيق مشروعهم التوسعي بالكامل على الأرض, ولذلك نجدهم يمنون النفس في تحقيق أوهامهم بتخريب سورية وإسقاطها, وهذا سيبقى محض خيال ووهم.