ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية عن لافروف قوله في مقابلة مع صحيفة موسكو نيوز:
من الطبيعي ان نواصل العمل مع الادارة الامريكية الجديدة ونحن مستعدون لبذل قصارى جهدنا على اساس مبادئ المساواة والمصالح المتبادلة والاحترام المتبادل إلى الحد الذي تكون الادارة الاميركية راغبة بالوصول اليه.
واضاف لافروف ان المصالح الروسية والامريكية تتوافق في كثير من الجوانب على الرغم من وجود خلافات بين الطرفين حول بعض القضايا.
وقال لافروف ان العلاقات بين موسكو وواشنطن ليست مقيدة فقط بالحسابات المتبادلة للرؤوس الحربية مضيفا ان تنفيذ معاهدة ستارت الجديدة التي تم الاتفاق عليها بين روسيا والولايات المتحدة تلبي مصالحنا بالكامل كما ارى ان الامريكيين راضون عنها أيضا.
وقال لافروف ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الامريكي باراك اوباما يركزان على تطوير التعاون الاقتصادي وان الرئيس الروسي اقترح انشاء آلية تكون مصممة للتحكم في مناحي الاستثمار في كل من روسيا والولايات المتحدة.
وتابع لافروف ان هذه الفكرة ولاسباب واضحة لن تسفر حاليا عن أي شيء ملموس لكنها لا تزال على جدول الاعمال وبمجرد ان تصبح الادارة في واشنطن مستعدة للعمل فاننا سنعود لهذه الفكرة.
من جهة ثانية أكد قسطنطين دولغوف رئيس اللجنة الروسية الامريكية المشتركة الخاصة بالمجتمع المدني ورئيس بعثة المراقبين الروس للانتخابات الامريكية انه سجل وجود العديد من النقائص في النظام الانتخابي الامريكي وأن العملية الانتخابية في الولايات المتحدة لا تصل إلى مستوي المعايير التي تحاول واشنطن فرضها على دول أخرى.
وقال دولغوف في مقابلة مع قناة روسيا اليوم: استمعنا إلى مسؤولين في العملية الانتخابية والى ناخبين سمعنا عن الجوانب الايجابية والجوانب السلبية وكنا شهودا على عدد من المشاكل الفعلية في النظام الانتخابي الامريكي منها مثلا عملية التسجيل التي يشوبها الكثير من الشوائب والتي تفتح المجال أمام امكانية التلاعب بالاصوات.
وأضاف: هناك عدد كبير من المواطنين الامريكيين غير مسجلين وهو ما يحرمهم من الادلاء باختيارهم في مثل هذه الانتخابات المهمة وبالتأكيد هناك أيضا انتشار لعمليات التصويت عن بعد والتصويت المؤقت وكلاهما يضع عراقيل حقيقية أمام أي احصاء دقيق ومناسب للاصوات.
وتابع هناك أيضا عدد اخر من النقائص والمشاكل التي تؤكد اعتقادنا بأن النظام الانتخابي الامريكي يحتاج بالتأكيد إلى التطوير حتى يتطابق مع المعايير الدولية الاساسية للعملية الانتخابية.
وقال دولغوف: ان الادارة الامريكية للاسف ظلت تدفع الدول الأخرى وبينها روسيا إلى اعتماد معايير انتخابية أعلى بكثير من تلك المعتمدة في الولايات المتحدة وهذا أمر غريب بعض الشيء.
وأضاف: ان هذه المراقبة المفتوحة للانتخابات الامريكية ستستمر من الجانب الروسي مستقبلا ونأمل أن تفتح السلطات الامريكية المجال ليس فقط للمراقبين الروس بل للمراقبين الدوليين بشكل عام لان هناك بعض الولايات في أمريكا تمنع أساسا أي رقابة دولية على الانتخابات الامريكية في الوقت الذي تطالب فيه الولايات المتحدة بتوسيع الرقابة الدولية على انتخابات دول أخرى خاصة في منطقة منظمة السلم والتعاون بأوروبا. بدوره أكد فيكتور أوزيروف النائب في المجلس الفيدرالي للبرلمان الروسي ورئيس لجنة الدفاع والامن فيه أن الولايات المتحدة الامريكية لن تتمكن من حل قضايا أمنها القومي دون الاخذ بعين الاعتبار المصالح الروسية.
وقال أوزيروف أمس للصحفيين في موسكو ان الولايات المتحدة الامريكية قبل أي اعتبار لن تتمكن من تمرير أي قرار عبر مجلس الامن الدولي دون موافقة روسيا. وأضاف: ان روسيا من جهة ثانية تتمتع حتى هذه الساعة بنفوذ واسع في الفضاء ما بعد السوفييتي لذا من غير الممكن أن تستطيع الادارة الامريكية تحقيق أهداف لها دون الاخذ بالاعتبار المصالح الروسية فيه لافتا إلى الوضع الصعب الذي ستكون فيه الولايات المتحدة عند انسحابها من أفغانستان اذا لم تتلق الدعم من روسيا. وتوقع أوزيروف تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن عبر الولاية الثانية للرئيس باراك أوباما مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين ستبني على البرغماتية في الاماكن التي يكون فيها كل بلد بحاجة للبلد الاخر.