وقال المفتي حسون خلال لقائه اسر الشهداء في محافظة طرطوس أمس في المركز الثقافي العربي بالمحافظة: ان ما تفعله المجموعات الارهابية المسلحة من تفجير وقصف واغتيالات فردية ومذابح لن تثني الشعب السوري عن مبادئه ومواقفه ولن تحد من عزيمته واصراره على تحقيق هذا النصر.
مضيفا: ان كل رصاصة اطلقت على سوري ستعود عليهم بالذل والخنوع والعقاب الشديد وان حرية سورية ستكون بدماء شهدائها.
واشار الى ان بشائر النصر لاحت والخير قد اقترب وان المؤامرة الكونية التي تشن ضد سورية وتشترك فيها اكثر من مئة دولة عربية واجنبية ومئات المحطات الفضائية العربية والاجنبية ومواقع الانترنت اوشكت على الانتهاء.
ولفت المفتي حسون الى ان من اراد قتل ابناء الشعب السوري وارسلوا له الاسلحة والاموال لتهديم ديارهم وحرقها وتدمير ارضهم التي قامت عليها اعرق الحضارات وكانت مهدا للديانات السماوية لا يعرفون ان الشهادة بالنسبة لهذا الشعب هي بداية الحياة وان شهداءه حملوا على مر التاريخ رسالة اجدادنا منذ آلاف السنين الغنية والرافضة تقسيم البلاد مؤكدا ان هذه الارض اشرف واطهر الاوطان التي ارادتها السماء نورا وضياء.
واوضح ان السوريين عبر التاريخ لم ترهبهم جيوش المستعمرين الكبيرة وانهم دائما يثبتون في ارض المعركة فيقررون الاستشهاد ويحاربون حتى يأخذوا النصر مؤكدا انهم لن يسمحوا لاحد بتدنيس ارضهم وانهم يقدرون تضحيات شهدائهم التي اعطت الوطن الغالي والنفيس وان الشعب السوري سيكون في خدمة ذويهم.
واشار مفتي الجمهورية الى مكانة الشهيد ومنزلته الكبيرة عند الله تعالى مبينا انه لو كل الدنيا حاربت سورية فالسماء معها والحق والخير معها بفضل دماء ابنائها وقال: الشهادة هي الحياة التي لا موت فيها.
ولفت الى اهمية ما قدمته محافظة طرطوس للوطن التي فتحت قلوبها وبيوتها للمهجرين من المحافظات الاخرى واشعرتهم بالامان والراحة كأنهم في بيوتهم وقدمت ابناءها فداء له مؤكدا انه لا يوجد اسمى من الشهادة في سبيل الوطن وان يقدم الانسان اغلى ما لديه كابنه وابيه فداء له.
واكد سماحة المفتي ان سورية اليوم تدفع ثمن مواقفها تجاه القضايا العربية المحقة ودعمها للمقاومة وعدم تخليها عن القضية الفلسطينية ورفضها تقسيم لبنان وغزو العراق وتقسيمه ايضا لافتا الى ان سورية دافعت عن لبنان ليبقى موحدا وفتحت بيوتها وقلبها الى اهالي العراق ولم يشعر احد منهم بانهم في مخيم او لاجئ حيث عاشوا بين اشقائهم السوريين وكانهم في بيوتهم.
وبين انه يوجد في سورية شعب واحد وليس لاحد الحق ان يشكل لهذا الشعب قيادته لانه عبر التاريخ لم يقبل قيادة يحددها غيره ورفض مشاريع التقسيم وقال: ان سورية الصغيرة كانت بالامس كبيرة لان اعداءها في سايكس بيكو قسموها الى دويلات ويومها وقف اجدادنا بوجه هذا التفتيت اما اليوم فاتوا بتقسيم جديد عن طريق القنوات الاعلامية المغرضة.
وحذر الدكتور حسون الشباب السوري من التضليل الاعلامي الذي تقوم به اكثر من 1000 قناة اعلامية وتلفزيونية بعيدة كل البعد عن الثقافة وتعمل على تحويل النور الى ظلام داعيا الى منع دخول الفتنة الى المجتمع السوري الذي كان دائما يحمل رسالة فكر وحضارة وينشر رسالة الاسلام بالحب والخير والامان كما اوصانا الرسول الكريم محمد ص.
واوضح ان جميع المواطنين في سورية كالجسد الواحد ولا يوجد فرق بينهم مادام الهدف قداسة الاله وكرامة الانسان وان عدد المساجد والكنائس التي تم بناؤها في سورية خلال الثلاثين سنة الماضية توازي ما تم بناؤه خلال الفي سنة وقال: من قتل انسانا كمن هدم الكعبة وملعون من يهدم بنيان الله موجها الشكر والتحية والاجلال لارواح الشهداء الابرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن.
بدوره أشار الشيخ محمد اسماعيل مفتي طرطوس الى النموذج الوطني والطيف الواحد والنسيج المتماسك والمترابط للمحافظة موضحا اهمية لقاء اسر الشهداء مع سماحة المفتي العام للجمهورية لاستمداد العزيمة والصبر والقوة كما استقبل استشهاد ولده سارية ايمانا بان دماء الشهداء هي التي تحيي الوطن وتعيد امنه واستقراره وعزته فكان القدوة الحسنة لكل اب وام وابن وزوجة شهيد.
بدورها اكدت اسر الشهداء في المحافظة ان كل قطرة دم سالت على تراب الوطن ستزيد الشعب السوري قوة ومنعة واصرارا للدفاع عنه لافتة الى أن استشهاد ابنائها سيبقى منارة تشع لها الامل والقوة لبناء سورية المتجددة بفضل قيادتها وشعبها الواعي وسيبقى الشهداء خالدين في الوجدان لانهم ضحوا بالغالي والنفيس من اجل تحقيق الامن والامان للوطن.
واعتبر ذوو الشهداء انهم اخذوا من سماحة المفتي قدوة حين حول مراسم تشييع ولده سارية الى عرس وطني حقيقي مشيرين الى انه على الرغم من الحزن الذي اعترى الصدور على فقدان كل عزيز الا انه يعطي القوة والاصرار والايمان بان هذه الدماء الطاهرة هي الطريق لحماية سورية من الارهاب.
واكدوا استعدادهم للتضحية فداء للوطن وتقديم المزيد من قوافل الشهداء مطالبين بضرب الارهاب بكل قوة والنيل ممن يريد القضاء على دولة المقاومة والممانعة.
كما اكد عدد من زوجات الشهداء خلال مقابلتهن سماحة المفتي العام ان استشهاد ازواجهن اشعل القوة في قلوبهن ودفعهن لمتابعة حياتهن بكل اصرار حتى تحقيق النصر مشيرات الى انهن سيربين اولادهن على حب الوطن والسير على درب الشهادة لافشال مخططات المتآمرين في نشر الفتنة والتفرقة بين ابناء الشعب السوري.
وفي سياق متصل اكد سماحة المفتي خلال لقائه الوافدين في مركزي الايواء في الشؤون الاجتماعية والعمل ومعسكر الباسل لطلائع البعث على انهم سيعودون الى منازلهم وبيوتهم خلال الاسبوعين القادمين وذلك بفضل عزيمتهم وصبرهم وتضحيات ابطال الجيش العربي السوري مشيرا الى الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية في طرطوس واهالي المحافظة في استقبالهم وتقديم كل وسائل الراحة والامان.
واشار الى ان الشعب السوري العريق متمسك بوحدته الوطنية وقيادته ومستعد للتضحية بدمه وجسده وروحه فداء لامن هذا البلد واستقراره مبينا ان الدين وجد لخدمة الانسان والدولة العلمانية تقوم على اساس القانون الواحد كما في سورية.
ورأى ان سورية اليوم ترسل لكل الدول التي ارادت الخراب والدمار والموت لها بأن الله ارادها ان تبقى حية في الذاكرة والتاريخ والوجدان ولن تسمح لنار الفتنة بأن تدخل اليها لافتا الى ان الشام ستبقى عصية ولن تركع لاحد الا لله سبحانه وتعالى بفضل قيادتها وبطولات جيشها وصمود شعبها وقال: سنجتمع في حلب الشهباء وادلب الخضراء وفي كل المحافظات السورية بفضل شهدائنا وامهاتهم.
من جانبهم اوضح كل من حسن شعبان امين فرع طرطوس لحزب البعث والمحافظ نزار اسماعيل موسى ان عدد الوافدين الى المحافظة تجاوز 300 الف هربوا من اجرام المجموعات الارهابية في عدد من المحافظات ولاسيما في حمص وحلب وريف دمشق لافتين الى ان المحافظة قامت بتأمين جميع متطلباتهم الاساسية والضرورية وتجهيز مراكز ايواء في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل ومعسكر الطلائع والشبيبة وشركة الكرنك الى جانب وجود عدد آخر من الوافدين يسكنون في بيوت سكنية أو شاليهات.
واشارا الى ان المحافظة شكلت فريق عمل للاطلاع على واقع الوافدين وتأمين مستلزماتهم والقيام بجولات مستمرة لهذه الغاية كما ان المجتمع المحلي يساعد المحافظة على تحسين واقع المعيشة للوافدين.
بدورهم اشار عدد من الوافدين الى محافظة طرطوس الى الجهد الذي تبذله الجهات الحكومية والمنظمات الشعبية والاهلية والشبابية في المحافظة لتأمين كل ما يلزمهم مؤكدين ثقتهم باقتراب النصر وخروج سورية من الازمة قوية بفضل ارادة شعبها الذي يصر على تحقيق النصر مطالبين بضرب الارهاب بيد من حديد ومعاقبة كل من قتل وسفك الدم السوري وهجرهم من بيوتهم.
وكان سماحة المفتي العام للجمهورية قدم مصحفا ناطقا بجميع اللغات مصنوعا لاول مرة في سورية يقوم بتلاوة الآيات القرآنية وتفسيرها وكل الروايات والاحاديث الدينية اضافة الى احكام التجويد والاعراب كهدية الى محافظة طرطوس.