.
وقال المقداد في اتصال هاتفي مع قناة بي بي سي أمس تعليقا على نتائج الانتخابات الامريكية ان المطلوب الان هو مزيد من العمل باتجاه استقرار الوضع العالمي وحل المشكلات العالمية وشعبنا يتوقع أن تسهم الولايات المتحدة الامريكية خلال المرحلة القادمة من حكم الرئيس اوباما في ايجاد حلول عادلة في منطقة الشرق الاوسط لان الاوضاع الاستثنائية التي شهدناها خلال الاشهر والسنتين الاخيرتين وخاصة في المنطقة العربية كانت نتيجة لاخطاء قاتلة في السياسة الامريكية في الشرق الاوسط والدعم اللامحدود الذي قدمته الادارة الامريكية السابقة لاسرائيل اضافة إلى الاخطاء الكبرى التي ارتكبتها الادارة الامريكية ليس فقط في منطقة الشرق الاوسط بل أيضا في محيطها سواء في أفغانستان وغيرها.
واشار المقداد إلى ان الشعب السوري تابع عن كثب الانتخابات الامريكية لما للولايات المتحدة الامريكية من دور أساسي في صنع السياسات الدولية نافيا وجود أي قنوات اتصال قائمة الان بين الادارة الامريكية والقيادة السورية.
وردا على سؤال حول امكانية التغيير في الموقف الامريكي لجهة امكانية التدخل العسكري في سورية بعد اعادة انتخاب اوباما قال المقداد ان الولايات المتحدة وبعد الضربات والهزائم التي تلقتها في العراق وأفغانستان والازمة الاقتصادية التي مرت بها كانت ومازالت عاجزة عن أي تدخل جديد في أي جزء من أنحاء العالم وهذا لا يعني عمليا أننا كنا نستبعد مئة بالمئة قيام الادارة الامريكية نتيجة الضغوط التي تمارس عليها من هذا الطرف أو ذاك بأعمال خرقاء أخرى ولكن هذا لم يتم خلال المرحلة الماضية ونحن نتوقع من الولايات المتحدة في ظل الظروف الجديدة الا تقوم بخطوة من هذا النوع لانها ستكون مدمرة.
لكننا نتابع خطوات أخرى من نوع التدخل في الشؤون الداخلية في سورية سواء كان من خلال الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة اعلاميا وفي بعض الاحيان ماديا وهو شيء معلن وليس خفيا للمجموعات الارهابية المسلحة في سورية أو السكوت عن الممارسات الارهابية لتلك المجموعات في الوقت الذي يتوقع العالم كله بعد أحداث 11 أيلول أن توقف الولايات المتحدة مثل هذه الممارسات في سورية وفي أي جزء اخر من العالم لانها سترتد سلبا على الولايات المتحدة والمنطقة والعالم.
وتابع المقداد أتوقع من دولة كبرى كالولايات المتحدة الامريكية الا تمارس سياسة المعايير المزدوجة التي مارستها بشكل واسع خلال الادارات السابقة وخلال هذه الادارة وان تعود هذه الادارة الى وعيها ودورها المنسجم بشكل اساسي مع ما تقوم به الصين والاتحاد الروسي اللذان اثبتا التزامهما مرة اخرى لانهما ملتزمان بضرورة حل مشاكل العالم بالطرق السلمية وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول واحترام ميثاق الامم المتحدة، لافتا الى ان هذه القواعد والمبادئ هي اسس صياغة الوضع الدولي الجديد وبدونها لايمكن ان يكون هناك نظام دولي مستقر في العالم.