تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وثيقة سرية تفضح تواطؤ المنظمة الدولية مع الغرب الاستعماري.. لافروف: ننسق مع الدول المضيفة.. ونسعى مع سورية للإسراع بعودة المهجّرين

وكالات - الثورة
صفحة أولى
الثلاثاء 21-8-2018
بالرغم من كل الجهود التي بذلتها الحكومة السورية في السنوات الماضية لحل مشكلة المهجرين السوريين وإيجاد حلول مناسبة تؤمن العودة الآمنة واللائقة لجميع المهجرين إلى بيوتهم وبلداتهم وقراهم، وإقفال هذا الملف بعد عودة الأمن والأمان إلى أغلبية المدن والقرى التي دنسها الإرهاب التكفيري بفضل بطولات وتضحيات الجيش العربي السوري،

إلا أن هناك من يعرقل عودة هؤلاء المهجرين ويضع العصي في عجلات الحل، وربما لم يعد هناك حاجة لإثبات تلك الرغبة العارمة لدى جهات إقليمية ودولية باتت معروفة لإطالة أزمة المهجرين السوريين وإبقائها من دون حل لاستخدام هذه القضية في ابتزاز الدولة السورية والضغط عليها، وتسخيرها كأداة لابتزاز الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية والإنسانية، وتحقيق بعض المكاسب وتمرير بعض الأجندات التي فشلت بتنفيذها بنفسها أو عبر وكلائها الإرهابيين بمختلف تسمياتهم.‏

لقد فرضت المبادرة الروسية حول المهجرين السوريين نفسها في أجندة الاهتمامات الدولية، إلا أن ما يعوق الإسراع في انطلاق الخطة الروسية، ليس سببا لوجستياً أو قراراً سورياً أو روسياً مفقوداً، بل موقف أميركي حاسم جاد وملموس من المبادرة، إضافة إلى قرار دولي مسؤول ترعاه الأمم المتحدة ومجلس الأمن.‏

وروسيا تسعى جاهدة للمساعدة في الإسراع بحل قضية المهجرين السوريين وعودتهم إلى بلدهم بالتعاون مع الحكومة السورية التي لا تألو جهداً في سبيل تحقيق ذلك، وهو ما أكده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مستهل مباحثاته أمس في موسكو مع نظيره اللبناني جبران باسيل حيث قال: إن روسيا تقدمت بمبادرة لحل قضية المهجرين السوريين وتقيم اتصالات مع الحكومة السورية والبلدان التي تستضيف مهجرين لديها، معرباً عن الرغبة في بحث خطوات ملموسة لتنفيذ هذه الخطط.‏

وأشار لافروف أن الظروف باتت مهيأة لعودة المهجرين السوريين إلى بلدهم لافتاً إلى أنه عاد خلال الشهر الماضي وحده أكثر من سبعة آلاف مهجر سوري من لبنان.‏

وأوضح لافروف خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره اللبناني جبران باسيل في موسكو أمس أن روسيا ستواصل العمل مع دول تهتم بملف العودة السريعة للمهجرين السوريين إلى بلدهم وستعمل على تسهيل عودتهم من لبنان لافتاً إلى أن رفض الولايات المتحدة المشاركة في عملية إعادة الإعمار في سورية يهدف لعرقلة عودة المهجرين.‏

وأشار لافروف إلى أن واشنطن تروج لإعادة الإعمار فقط في المناطق التي تنتشر فيها التنظيمات الإرهابية في سورية في حين وجهت الأمانة العامة للأمم المتحدة منظماتها بشكل سري لعدم المشاركة بإعادة الإعمار في سورية.‏

وشدد لافروف على أن الارهابيين في منطقة التنف والمدعومين من واشنطن يعوقون عودة المهجرين السوريين من الأردن، موضحاً أن روسيا لفتت انتباه مجلس الأمن الدولي إلى الإجراءات الهدامة التي تقوم بها الولايات المتحدة في جنوب سورية والتي لا تتوافق مع القرار الأممي 2254.‏

وبين لافروف أن الولايات المتحدة لا تسمح حتى الآن بوصول موظفي الأمم المتحدة إلى منطقة التنف ومخيم الركبان وتعرقل إيصال المساعدات الإنسانية بينما تشن التنظيمات الإرهابية بما فيها جبهة النصرة هجمات انطلاقاً من المخيم على المناطق التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب.‏

بدوره أكد باسيل أن لبنان معني بالتنسيق مع الدولة السورية ومع روسيا بشأن عودة المهجرين السوريين إلى ديارهم لافتاً إلى أن الظروف مهيأة لعودتهم، وقال باسيل: إن لبنان يدعم ويأمل في تنفيذ المبادرة الروسية حول المهجرين السوريين معرباً عن التقدير لموقف روسيا الذي يؤكد منطلقاتها المبدئية لتسوية مشاكل المنطقة.‏

كما أكد وزير الخارجية اللبناني أن العلاقات بين سورية ولبنان قائمة بشكل طبيعى ولا يوجد أي سبب لاختراع أزمة علاقات بينهما، وقال خلال لقاء مع قناة روسيا اليوم: أن لبنان مع تحقيق الاستقرار والسلام في سورية، مشدداً على أن الشعب السوري هو وحده من يقرر مستقبل بلاده.‏

وحول عودة المهجرين السوريين بين باسيل أن هناك تنسيقاً بين لبنان وسورية بشأن عودتهم إلى ديارهم وتذليل أي عقبات تمنع ذلك، مشيراً إلى أن لبنان يدعم ويأمل في تنفيذ المبادرة الروسية حول عودة المهجرين السوريين.‏

بدوره أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بحثا خلال قمتهما الاخيرة الوضع في سورية، وتم إيلاء اهتمام خاص لعودة المهجرين السوريين إلى وطنهم وتقديم المساعدة في ذلك.‏

وقال بيسكوف للصحفيين أمس: جرى تبادل مفصل للآراء حيث تحدث بوتين عن الخطوات التي تتخذها موسكو بشأن عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم والتقدم التدريجي لهذه العملية واكتسابها زخماً كبيراً.‏

وفيما يتعلق بالإعداد لقمة قادة الدول الضامنة روسيا وإيران والنظام التركي قال بيسكوف: إن هذه المسألة قيد التحضير حالياً وسنصدر بياناً حول ذلك بمجرد الحصول على جميع الموافقات لأن هذه مسألة عمل ثلاثي ولا يجب التسرع هنا.‏

ورداً على سؤال بشأن إلغاء قمة حول سورية بمشاركة روسيا وألمانيا وفرنسا والنظام التركي قال بيسكوف: لا يمكننى تأكيد ذلك، لا يمكنك إلغاء ما لم يكن مخططاً ومتفقاً عليه.. لا لن يكون هناك مثل هذا الاجتماع لأنه لم يتم الاتفاق عليه وبالتالي لا يوجد شيء ليتم إلغاؤه.‏

إلى ذلك أكد بيسكوف رغبة بوتين بإخراج العلاقات الروسية الأميركية من أزمتها العميقة وقال: إن الرئيس الروسي أكد بنفسه هذا الأمر مراراً، وما زال هذا التوجه قائماً لديه لكن وفي الوقت نفسه فإن أحداً في روسيا لن يعلن الحداد في حال لم نلق معاملة بالمثل في هذه المسألة من قبل واشنطن.‏

وشدد بيسكوف على أن العقوبات الأميركية على روسيا تمثل استمراراً للتصرفات الأميركية غير الودية وغير القانونية مشيراً إلى أنها ستضر بمجمل التجارة الدولية.‏

وأضاف: إن موسكو سترد على العقوبات الأميركية حالما يتم إعلانها رسمياً وذلك انطلاقاً من مصالحنا القومية.‏

من جانبه أعلن ميخائيل بوغدانوف الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية أن هناك مشاورات حول عقد قمة تضم رؤساء روسيا وفرنسا والنظام التركي والمستشارة الألمانية حول سورية مشيراً إلى أن هذه المشاورات تجري بصورة دائمة وفعالة.‏

ولفت بوغدانوف في تصريح له أمس إلى زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ألمانيا قبل يومين مبيناً في الوقت ذاته أن الاتصالات ستتواصل حول هذه القمة.‏

من جهة ثانية أوضح بوغدانوف أن ممثلي البلدان الضامنة حول سورية سيلتقون في الثلث الأول من أيلول القادم مع المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا في جنيف.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية