تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بادية السويداء على مشارف التحرير الكامل.. معركة إدلب ..مواعيد حسمها تقترب والإرهابيون على حافة الهاوية يستنجدون بالوصاية التركية

الثورة – رصد وتحليل
أخبــــــار
الثلاثاء 21-8-2018
بعد أن باتت الغالبية الساحقة من بادية السويداء في قبضة الجيش العربي السوري وقرب إغلاق ملف الجنوب وطي صفحة الارهاب فيه، اقترب الجيش السوري من استكمال انتشار قواته على المحور الشمالي، من ريف اللاذقية الشمالي وصولا الى ريف حلب الجنوبي مرورا بريفي حماه وادلب ، حيث أن ساعة الصفر تقترب.

ولما للجنوب ومعركته من وقع كبير على ضعضعة الارهاب وتهاويه، فلاشك ان التكتيكات العسكرية والأسلوب الذي قام به الجيش العربي السوري في الجنوب سيتكرر في الشمال، يد على الزناد ويد للمصالحات، بحسب كافة الترجيحات، بالرغم من صعوبة تنفيذ المصالحات في ادلب خاصة مع حملة الاعتقالات والإعدامات التي تقوم بها ما تسمى هيئة تحرير الشام الارهابية بحق من يقوم بالمصالحة مع الجيش، وذلك وفق أوامر قادمة لهم من مشغليهم في الخارج، وبحسب شهود عيان فإن حملة الاغتيالات مستمرة في عمق الشمال السوري.‏

المراهنة على أن معركة الشمال لن تطول وستقتصر على جيوب صغيرة من جبهة النصرة وبعض الفصائل الرافضة للمصالحة، مع العلم ان مجرد اطلاق الرصاصة الاولى سيتم تحرير أكثر من 30 كم يشطر ارياف المحافظات الثلاث الى نصفين، ويحسم المعركة سريعا، وفق بعض المعطيات والتحليلات العسكرية.‏

بدأ الايقاع السوري بضبط توجهات كافة المتعاطين مع التطورات الحاصلة والتي ستحصل، فجعلت تلك التحضيرات الميدانية وانعكاساتها السياسية اساساً لعناوين المراحل القادمة بحيث لم يعد مكان لأي تراخ في مشهد الشمال.‏

أما ما تنقله المشاهد حول تصرفات اردوغان الرعناء كتزويد مضادات طيران في نقاط المراقبة التركية لا يدور في إطار التصعيد بل على العكس، فإن اتفاق استانا يطبق على الارض بشكل جيد.. وبحسب بعض المحللين والمتابعين فإن الحشود العسكرية التابعة للنظام التركي على الحدود السورية مؤشر على حماية الحدود التركية من تدفق المسلحين الى الداخل التركي اثناء معركة الشمال، وهو مايعني التزام الاتراك بما جاء في استانا الأخير, ومن هنا بينت معلومات عن خروج الايغور والتركستان من ارياف ادلب مؤشرا آخر بإيعاز من الاتراك بالابتعاد عن مواجهة الجيش العربي السوري.‏

في المقلب الاخر فإن عقلية اردوغان الارهابية واعتماده اللف والدوران واللعب على كافة الحبال لا تمنع من أن يقوم بدعم الارهاب وسندهم كما كان ولا يزال يفعل على مدى سنوات الازمة المفتعلة في سورية، اي ما يقارب الثماني سنوات، ولا سيما بعد أن أصدر قادة مجموعات مسلحة جديدة مؤخراً بياناً يستنجدون فيه برئيس النظام التركي، بعد أن وصلتهم أنباء عن قرب عملية عسكرية سورية واسعة، ما يشكل المتغير الأكثر تطوراً وهو اتساع رقعة الخلافات والاقتتال بين المجموعات الإرهابية المسلحة وخاصة في إدلب.. ومن المحتمل أن يكون اردوغان هو من دفع بتلك الفصائل الارهابية لطلب الوصاية التركية.‏

الى ذلك تستمر عمليات الجيش العربي السوري بدعم من حلفائه في كافة المناطق التي بقيت فيها مجموعات إرهابية مسلحة لم يتم التعامل معها بعد، خاصة في مناطق الشمال والشمال الشرقي من البلاد.‏

وكعادتها الدولة السورية وحرصاً منها على حياة المدنيين والراغبين بالخروج من أماكن تواجد الارهاب فقد قامت بفتح معبر ابو الضهور على مدخل بلدة ابو الضهور بين محافظتي ادلب وحماة أمام المدنيين الراغبين بالخروج من محافظة ادلب وريفها، وبالفعل وعلى الفور بدأ المدنيون بالتدفق عبر المعبر من اماكن تواجد مسلحي النصرة الى اماكن الدولة السورية، في حين أفادت معلومات إعلامية عن قيام ارهابيي جبهة النصرة بمنع المدنيين الشباب من مغادرة المدينة عبر المعبر.‏

وبعد تهيئة الظروف، وفي إطار جهود الدولة السورية لإعادة المهجرين بفعل الإرهاب إلى مناطقهم تواصلت عودة أهالي قرى وبلدات في ريف حلب الجنوبي التي طهرها الجيش العربي السوري من الإرهاب عبر ممر أبو الضهور قادمين من مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية في إدلب.‏

في حين أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الظروف باتت مهيأة لعودة المهجرين السوريين إلى بلدهم، وأنه عاد خلال الشهر الماضي وحده أكثر من سبعة آلاف مهجر سوري من لبنان..مبيناً في الوقت ذاته أن المسلحين المدعومين من واشنطن في التنف يعيقون عودة المهجرين السوريين من الأردن.‏

في سياق آخر تتعامل واشنطن مع معظم حلفائها الاعراب في منطقة الخليج على مبدأ البقرة الحلوب التي تغدق الاموال الى الخزائن الاميركية في أي وقت وأي زمن..وبين مزاعم توقف ترامب عن تقديم الدعم للإرهاب تارة ودعمهم تارة اخرى، وتناقض مواقفه في الخروج من سورية، وإبقاء قواته توضح بشكل جلي التطوع الذي قدمته مشيختا آل سعود وآل نهيان حول تعويض المساعدات المالية الاميركية في سورية.‏

فالخطة الأميركية الجديدة باتت واضحة المعالم، وعمودها الفقري إجراء مقايضة بين خروج القوات الأميركية وحلفائها من شمال شرق سورية، مقابل تطبيق الإملاءات الإسرائيلية وذلك كله بتمويل خليجي.‏

الولايات المتحدة لن تتخلى عن الإرهاب في أي مكان في العالم ، قد تتخلى بالظاهر لتحقيق أهداف تخص مصالحها، وهي تراوغ وستحاول أن تعيد تجميع المجموعات الإرهابية لتوزعها على مناطق سيطرتها في الداخل السوري، لكن المفاوضات مع الحليف الروسي ستظهر ما تخفيه الولايات المتحدة لسورية والمنطقة في الأيام القادمة، وهي لا تخفي غير الشر للمنطقة في واقع الحال.‏

شاء من شاء وابى من ابى فإن المشروع الأميركي انهزم في سورية، وأي محاولة لترقيعه محكوم عليها بالفشل، وهي ستخرج مهزومة من الشمال السوري ومن المنطقة كلها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية