هذه المرة لن نتحدث عن الاسعار وجنونها ولاعن الازدحام أمام محطات البنزين ولاعن مشكلة النقل والتلاعب والغش في مواصفات السلع والمواد الاستهلاكية ولا عن أزمة المياه ومعاناة المواطن التي تصادفه خلال مراجعته للمؤسسات والدوائر الرسمية ولا..ولا ..
يأتي العيد في هذا العام قبل أيام من موعد افتتاح المدارس وأيام من افتتاح معرض دمشق الدولي، وكذلك بالتزامن مع موعد اجراء الانتخابات المحلية وهذه استحقاقات مهمة وكبيرة جداً في الشكل والمضمون، لها دلالاتها ومعانيها التي تؤشر الى الكثير من الانفراج وتعافي حال البلد والسير نحو الاحسن .
العيد في معانيه يحمل الخير والود والتسامح وبشائر عديدة رغم الاوجاع والآلام التي مرت علينا، وربما هذا سر المناسبة التي يعطيها نكهة مميزة بطعم آخر ولون آخر وتاريخ آخر بعد اكثر من سبع سنوات مضت، فكلنا يعلم ويعي أحداثها ومافعلت ومافعل خلالها شعبنا وجيشنا من صمود وثبات أذهل العالم ، كان يأتي العيد مثقلاً بوجدانية الواقع وفي كل مرة ومع مرور كل عام كان يحمل لنا شيئاً جديداً وأخباراً جديدة، وكانت تزداد قناعتنا وثقتنا بأننا سننتصر على الارهاب وهكذا ....وهذا ماحصل والعيد القادم سيكون أجمل وأحلى وربما قبله، في صبيحة هذا العيد والناس تتبادل التهاني وتجتمع وتلتقي وتتعايد نتذكر بإجلال وخشوع أرواح شهدائنا الذين ضحوا لنبقى ويبقى الوطن، كما نتذكر وقلوبنا دائما معهم رجال جيشنا الباسل الذين هم في مواقع الشرف والكرامة يسيجون الوطن ويدحرون الارهاب ... نعايدهم فرداً فرداً وندعولهم بالنصر والسلامة.
في هذا العيد وكل الاعياد وكما كانت بلدنا وعلى مر العصور وعبر التاريخ تحمل رسائل المحبة والسلام. ستبقى تحمل هذه القيم والمبادئ وتعمل وفق تاريخها وتراثها وحضارتها الانسانية التي مر عليها آلاف السنين، وكل عام وأنتم بخير.