|
|
شعر.. (عندما طعن الصقر غدرا).. قصائد من جراح الوطن.. ثقافة
في كل مرة يتلو فيها الشعر نرى موهبة شعرية صافية, نقية.. قصيدته منظومة متكاملة العناصر يلعب كل عنصر فيها دوراً لايقل أهمية عن الأدوار التي تلعبها العناصر الأخرى، والأهم أن في جعبته الأدبية الكثير مما ينتظره القارىء. (عندما طعن الصقر غدرا) مجموعة شعرية جديدة صدرت للشاعر والإعلامي محمد خالد الخضر عن مؤسسة سوريانا للإنتاج الإعلامي ب100 صفحة من القطع المتوسط. في البداية يستوقفك العنوان لكنك تدرك أنها لغة الشاعر محمد خالد الخضر التي لاتخلو من التحدي, فهو يفتتح مجموعته بقصيدة تجتاز الأمواج المتلاطمة وتهز مغاليق الأبواب, يعرّي من خلالها أذيال مَن يدعون أنهم ثورجيون فعنونها (ثورة الأدياك) يقول: لم يبق عندك لاشعر ولا كلم.. جف البيان ونار الحد تلتهم أدياك مزبلة ضعنا بنعمتنا.. حتى انتهينا إلى الماموث نحتكم تناطح دِيك الأحياء وانهزمت.. والديك من حالة بأساء ينهزم كيف انكسرنا إذا التاريخ أنصفنا.. من هؤلاء وهل تاريخهم وهم الآن صاروا ولاة في مضاربنا.. وعند جدي رعاةُ الأبل أو خدم وكما عرفناه في معظم قصائده عندما يكتب للشام التي أحبها وأخلص لها يمتلك نهجاً خاصاً للتعبير, يكتب لها بثقة المنتصر وأصالة الفارس دون تكلف لتتربع كلماته عرش القصيدة ويكمل أبجدية الغزل على مهد التفاصيل فيقول في قصيدة (وطن آخر): إلى عينيك أعلن مهرجاني.. وماعندي من البيض الأماني كأني في رحاب الشام صقر.. وفي العينين تلك الآيتان كلانا يعشق الثاني ويهفو.. نعود كما يعود العاشقان ولاتحلو القصيدة أو تتعطر إلا عندما نتحدث عن الشهداء, فها هو الشاعر يكتب وفق رؤى وتجليات مكتملة في التركيب الصوتي والدلالي عند القديسين على هذه الأرض الذين حموا الأرض والعرض.. ليشعرك أمام لغة رومانسية جريحة منسجمة مع دلالات عميقة ومترابطة مع المعنى فيقول في قصيدته (شهيد الكرامة): إلى من مات في هذا الزمان.. كريماً والبقية في هوان وغاب كما يغيب الله عنّا.. نلاقيه بآلاف المعاني بوجه لانراه ولايرانا.. بهذا الحال جاء الأعظمان وللحب طعم آخر في قصائد الخضر.. فهو ممزوج بالوطن والمرأة والإنسانية, نقرأ قصائد عالية الرمزية أراد من خلالها أن يتفاعل القارئ مع الحرف ومساحات اللغة المتينة الرصينة.. وظف الرمز بشكل جمالي دقيق ومتقن, فهو المدرك بأن ذلك يسهم في الارتقاء بشعرية القصيدة ويعمق دلالاتها.. فيقول في قصيدة (امرأة سورية): حطي على غصن روحي يرتقي قلمي.. ويكتب الشعر شوقاً فالمداد دمي لكِ الفضاء على ألفاظ قافيتي.. ومركب من خيوط الشمس والديم أنتِ السنا والهدى والليل مكتئب.. على شغاف المنى في جذوة الألم هل أنتِ سورية قالت على شرفٍ.. إني من الوطن الأسمى على القيم وقدم للمجموعة الأديب الدكتور نضال الصالح وقال: ينتمي محمد خالد الخضر إلى جيل التسعينيات على الرغم من أنه بدأ الكتابة والنشر في عقد الثمانينيات, ولعل أبرز مايميز كتابته الشعرية منذ ذلك الوقت إلى الآن إخلاصها الواضح لتقاليد الكتابة الشعرية العربية كما أرستها تجارب الجاهليين والمخضرمين وما تلا ذلك من عصور. وأضاف: يحرص الخضر في قصائد مجموعته على اختيار ألفاظ وعبارات قوية ومجلجلة تلائم المواضيع التي تناولها, فهو عندما يكتب في قضايا إنسانية شديدة الالتصاق بالوجدان يصبح شعره محملا بالعاطفة دون أن يتخلى عن نبرة التحدي. يذكر بأن الشاعر محمد خالد الخضر من مواليد جبل الزاوية في إدلب وهو رئيس لفرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب صدرت له 14 مجموعة شعرية 5 منها في سنوات الحرب على سورية منها «سأعود مرفوع الجبين والسقوط في مدينة مغلقة وامرأة مهددة بالسبي وغزل الصقور.
|
||||||||||||||||||||||||||||||
