تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بوح القوافي

ثقافة
الثلاثاء 21-8-2018
منال محمد يوسف

وما أجمله !

ما أجمل طيب كلامه , نثريات نوره و نواره !‏

ما أجمل موصوفه و قمر أوصافه و ما أغنى مداد أقلامه المُثلى !‏

ما أجمله ! و نواره يرتسم و كأنّه سرُّ الإلهام و مكنون الضوء والصفاء و كأنّه لحظة الإشراق الأولى لبدء الكلام المُقفى , و بدء نثر جماليات الكلام , و كلاميات البوح المكنون بعظمة كل ما نُظم وكل ما رُتب في قولبة شعرية‏

شعرية الوجد الإنساني , الوجد المُزدان بأوزان النطق الكلامي , والنطق الجمالي , النطق الذي يسمو بنا إلى واحات اللغة الأجمل , إلى تراتيل صوتها الرّخيم , إلى ترانيم الوجد الإنسانيّ‏

ترانيم الصوت الشعريّ الأجمل و بوحه المُلقى على شط الألق الكلامي بكل ما يحتويه , و ما يدور في فلكه المُزدان من حيث جمالية الكلمة , وجمالية الترميز اللغوي , جمالية البوح الدال على المكنون ما يختلج في أعماق النفس , في أعماق الذات التي تهوى الشعر و قوافيه و تسمو به‏

و قد يزدان الشعر بجرح القوافي و يبدو كأنه يحادث أزليّة الكلام المُرتّب و رنيم صوته الجذاب المُهذّب , و حكايات الرونق اللغوي الموزون وانتظام كلامه بقمريّة البهاء حيث يسود في لحنه الشعري ذلك التقويم الكلامي الذي نشتهي , نشتهي أن يسود النطق الحقيقي و فلسفته و ما أبهاه!‏

ما أبهاه من نطقٍ !‏

ما أجمل قواميسه و ابتهال كلماته وكأنها زخرفٍ من جمال الكلمات الحقيقي و كأنها جمال آخر يجب رصّ كلماتها, رصّ شيء من زُخرفها , من بهاء موزون كلامها الجميل‏

بهاء الشعر المستدير حول قمر الكلام وكل نحوياته و كل ما يُفتعل في شأنه , وينحتُ في قاموس موسيقاه , ورنيم موزونه , رنيم وجده النابض بلغةٍ تمتزج بجماليات الكلام , جماليات البوح المُقفى , و زُمرّد لغته و نحت كلماته بلوحة شعرية تصوّر لنا الشعر وكأنّه فسيسفاء لا يُمكن إلاّ الاندهاش بها , والتمسك ببعض خيوطها و بعض لغاتها الشمسيّة والقمريّة على حدٍ سواء‏

هذه اللغات التي تفتعل بجمالية كل بيت شعر تنطق به وجدانيات النّفس الإنسانيّة التي تشتاق ُ الجمال شعراً , تشتاقُ البوح به حتى ولو علا شأنه جرح‏

و تثاقلت أوزانه بدمع الأيام , تثاقلت كل لغاته بشوق الكلام و بوح الجرح المُقفى‏

بوح الأحزان وشدائد احتكامها و كأنها الشعر يُصبح بين رفّة عين ٍ و انتباهها ذاكرة مقروءة الوجد الإنساني , أوزانها تحادث الأزمان عما جرى , وتُشكل ذاكرة شعرية لا يُمكن إلّا العبور إليها , إلى ضفتيّ وقتها , و إلى أدواح ممتلئة بقناديل الشعر و هل أجمل من خبز أقماره ؟‏

هل أجمل من تنوّره العجائبي الوصف , العجائبي المدلول الجمالي و بعض منطوقه ذو المدى الذي لا يحدُّ , وبعض أوصاف حاله الكلامي الأبهى‏

حاله المُشرق بصفات و موصوف الشعر و ما يسكن بين صفحاته الخالدة , التي تبدو خالدة الأوزان , خالدة اللُقى اللغوية و ما أجملها !‏

ما أجمل ناصيات الزمن الشعريّ الذي نحتكم إليه و يسكن فينا و نسكن فيه , نستعذب بعض ألحانه , و بعض ترياق شهده المرتجى حتى لنبحر بين صفاء حاله و ترحال جماله , ترحال اللفظة الشعريّة و هل أجمل ؟‏

و هل أبهى من معزوفتها و معزوفة جمالها اللغوي‏

و مُعلّقات الحال البلاغيّ والاستفهامي والسؤال المُعلن عن حالهما الشعري المُقمر ربما‏

و عن معزوفة الموسيقا والبوح الشعري الذي و ما زال ذو أوزان خالدة الجمال الشعري المميز‏

وتؤكد على روعة بوح القوافي و مُعلقات جماله الشعري في الزمن الماضي والحاضر معاً‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية