في أجواء العيد السابع من عمر الوجع والنضال السوري قدم الجيش العربي السوري أغلى وأثمن التضحيات،بذل وجاد بكل ما يملك وغاية الجود كانت الجود بالنفس وهي من رخصت ليسوّر معصم الوطن بطوق النجاة والأمان والسلام..
عمال وفلاحون لهم في ثروة النصر حصة كبيرة ،فالأيدي المعطاءة تتكامل في كل الاتجاهات ومواكبة التحرير من فلول الارهاب والإجرام تصونها من سارع لزرع غرسة وشجرة وترميم مدرسة وإصلاح خط انتاج ووصل شرايين الأمل والعمل في كل الاتجاهات.
فمن كان يقتحم لهيب النار فوق عمود كهربائي كان زميل له تلفحه وهو يقف لساعات لإنتاج رغيف الخبز التي صمدت كصمود نفوسنا وأرواحنا التي تشبثت بنور الحق وعدالة القضية الوجدانية والإنسانية والحياتية لسورية.
تضحيات قدمها جنود وعمال وموظفون وشرطة مرور.لا يبرحون الساحات ولا المسافات ولا المساحات ينظمون السير ويضبطون إيقاع حركة المدن والبلدات وأولئك الذين يستنفرون في مراكز الإسعاف الصحية والطبية ليكونوا سندا وعونا لمن تنقلوا بآلامهم كي يصلوا عتباتها..
موظفون ثابروا على عملهم وبذلوا جهدا مضاعفا عن المعتاد،فالمواقف النبيلة محركها ومحكها الظروف الطارئة والمحن العصيبة التي قست على الجميع فكان الاختبار والامتحان والفوز بالعمل ومحبة الوطن.
وكما للعيد أجواء من الفرح والسرور تنتظرها أفئدة الصغار قبل الكبار،لتستمتع بجديد الألبسة ومرح الالعاب وطعم الحلويات وذكرى الخرجية المحضرة لممارسة طقوس العيد.في المقابل هناك كثر أصبح العيد لديهم ذكريات وأحلام ورغبات..
يتمنون أن تعاد بعضها ولو بالأجزاء ..بعض من لمّة العائلة ،بعض من عافية الصحة،بعض من فرح لعيد ميلاد أو حضور حفلة زفاف،بعض من عودة فراق مستحيل،بعض من حلم شراء شقة متواضعة أو بناء غرفة واحدة أو حتى دفع اجار منخفض يتكرم به المؤجر لمناسبة العيد.أو حتى تأمين ما تيسر من المؤونة بما لا يفضح الجيوب ويذل النفوس.
هواجس حزينة متداخلة متشابكة التخطيط والتفكير بين دموع أم فارق ثغرها المحيا ومضات من ابتسامة ذابلة، ورعشة أب وقور انتظر ايام العمر ليرى أبناءه وأحفاده خارج الحدود،خليط من المشاعر والأحاسيس تأكل بعضها البعض من كثرة الهم الذي لم يورث إلا الأسى والحسرة والندامة.
لكن الحقيقة الساطعة الممهورة بتوقيع السوريين ورصيدهم الأخلاقي والإنساني وعشقهم للحياة والوطن كانوا أكثر قدرة على التحدي والصمود والتأقلم مع كل الظروف،فعباءة أيام العيد وغيرها من أيام هذا العام والأعوام السابقة كانت زاخرة رغم الضيق والتشرد والمرض والفراق بلغة الحب وقوانين انجاز المستطاع مهما انحسرت مساحات التفاؤل الداخلية والخارجية.عبدّوا الدروب والطرقات بألوان صبرهم وقناعاتهم بحفظ كرامتهم وسيادتهم ،تلك السيادة التي لا تتجزأ في نفوس السوريين الشرفاء الأبطال وما أكثرهم لا في القول ولا الفعل ولا في السلوك إنهم يحلقون في كل مكان عين على الأرض وأخرى على السماء.
فبوركت أيام العيد التي لا تحمل في معانيها إلا الرحمة واللطف وحسن المقام . لكن طبيعة بعض البشر الفاسدة أكان فردا أم جماعة،في موقع المسؤولية أم خارجها، هي من يفسد على المواطن والناس فرحة الاستمتاع بأجوائه المعتادة بعيدا عن ظروف سنوات الحرب اللئيمة التي سرقت منا إشراقات الصباح لبعض الوقت.
فكل عام وجيشنا وشعبنا وقائدنا بألف خير ومن يفرشون مدارج النصر عبر جميع الأبواب المفتوحة والمغلقة ..دامت سورية عشقنا الأول والأخير.