تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حرق الأوراق الأميركية على دخان معركة إدلب

الثورة
دراســــات
الثلاثاء 21-8-2018
منير موسى

بعد الخضوع الأعمى لتركيا والسعودية للنزعة العسكرية الأميركية في المنطقة، فإن هاتين الحليفتين الإقليميتين لأميركا راحت مصالحهما المتبادلة تتضارب بقوة وبشكل كامل بعد فشلهما الاستراتيجي في سورية.

الآن ، تتسع الفجوة فيما بينها، لا سيما أن دونالد ترامب يضغط على الداعمين الإقليميين للإرهابيين لدفع 4 مليارات دولار لتوسيع مهمة البنتاغون في سورية.‏

المنطقة الشمالية الشرقية في سورية حاليا تشهد تطورات جديدة بعد إعلان السعودية تخصيص ميزانية قدرها 100 مليون دولار بزعم إعادة إعمار المناطق المعلنة أنها تحررت على يد التحالف الأميركي الذي يدعم تنظيم داعش الإرهابي ويدعم كل الجماعات الإرهابية الأخرى في سورية. وبعد السعودية مباشرة ، سارعت واشنطن بتخصيص من تسميهم أعضاء الائتلاف بميزانية قدرها 200 مليون دولار. وفي موازاة ذلك ، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه ألغى الـ 230 مليون دولار من المساعدات المالية التي تعهد بها سابقا للمساعدة في إعادة بناء المنطقة الشمالية في سورية، بعد أن دمرت قوات التحالف الغربي مدينة الرقة السورية. قد كتب ترامب في تغريدة : «الأمر متروك للسعودية والدول الغنية الأخرى في المنطقة لتطوير الميزانية اللازمة لتطوير جيوش الدول التي ساعدتنا في الحرب في سورية».‏

وكان الرئيس الأميركي قد أعلن في وقت سابق عن قراره بسحب القوات الأميركية من سورية. كما أشار إلى أنه إذا كان السعوديون يرغبون في تمديد المهمة العسكرية الأميركية، فعليهم دفع 4 مليارات دولار للبنتاغون. ولو قال للسعوديين ان عليهم دفعها لمهمة أميركية (على المريخ) لدفعوها لأنها أمر فيه ابتزاز لا يتهرب منه بنو سعود، ويبدو أن الأميركيين يريدون استمرار احتلالهم لأراض سورية لسرقة الموارد النفطية السورية ومنع تطوير المنطقة الشمالية كعقدة مواصلات دولية، ومنع إشادة سكة حديد إيرانية / عراقية / سورية لدمج سورية في مشروع طريق الحرير، وحتى إن أمكنهم منع تطوير الموانئ السورية وخاصة في مدينة طرطوس فلن يترددوا، وهي الطرق التي يمكنها تعزيز تنمية الاقتصاد السوري والإقليمي، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين وتشغيل أحد شرايين النقل الرئيسية التي لا يمكن الاستغناء عنها لإعادة الترانزيت الدولي وهو الطريق الذي يجتاز سورية من الشمال إلى الجنوب. يبلغ طوله 432 كيلومتراً ويبدأ عند نقطة العبور الحدودية مع تركيا باب الهوى ثم يمر عبر حلب وحماة وحمص ودمشق وفتح نحو الحدود السورية الأردنية؟ ومن المخطط أيضًا إعادة إنشاء طرق إقليمية ، لا سيما في دير الزور، وبناء جسور فوق نهر الفرات.‏

وقد اتهمت الصحيفة التركية يني أفاك (السعودية) بتأييد الجماعات الإرهابية في شمال سورية، وكتبت ان استثمارات الرياض كان من المفترض أن تنفق في الاماكن التي تخضع حاليا لسيطرة الجمهورية العربية السورية.‏

ومنذ عام 2011 ، حيث حدثت الأزمة في سورية التي وضعت السيناريو لها بعض الدول العربية والغربية. ومنذ ذلك الحين ، وقف مع سورية محور المقاومة ضد العدوان. على الرغم من أن الغرب وبعض الدول العربية والدول المجاورة لسورية، بما في ذلك الأردن وتركيا وإسرائيل، أنفقت مبالغ ضخمة لحساب الجماعات الإرهابية في سورية، في محاولة لكسر محور المقاومة وهو الامر الذي لقي في نهاية المطاف الفشل.‏

وعام 2013 ، حاولت مجموعات كردية في شمال شرق سورية الصيد في مياه مضطربة، معلنين استقلال المناطق الخاضعة لسيطرتهم. وفي ذلك الوقت، أعطى الجيش الأميركي، الذي تدخل في سورية، دعمه الكامل إلى قوات قسد التي تبتزها اليوم الولايات المتحدة وخاصة بعد أن قام وفد أميركي بزيارة سرية إلى شمال سورية لحث قياداتها على تقويض عملية التفاوض مع الحكومة السورية. وقامت الولايات المتحدة بطعن قسد، تاركة إياها وحدها في المعركة مع الجيش التركي. هذا الامر جعل قادة قسد يتوجهون إلى الحكومة السورية التي استطاعت حتى الآن تحرير أكثر من 90٪ من الأراضي السورية من أيدي الإرهابيين.‏

ورحبت سورية في الوقت نفسه بخطة المفاوضات مع الأحزاب الكردية.عقدت جولتان من المفاوضات بين الوفد الكردي والدولة السورية، ورحب الطرفان المفاوضان بنتائج الاجتماعات المشتركة.‏

الولايات المتحدة وتحالفها كلما خسروا معركة على الأرض السورية ينتقلون إلى خطط جديدة، فبعد المعركة في صحراء السويداء ومتابعة تنظيفها من إرهابيي داعش ومواصلة الجيش العربي السوري عمليات صيد الإرهابيين، ستفقد أميركا كل أذرعها في الجنوب، وسيقوم قريبا بتنظيف المنطقة من وجودهم. ووفقاً لتقرير آخر من محافظة السويداء الجنوبية ، فقد قطع جميع طرق تزويد داعش بالسلاح في المنطقة، وقد توجه الجيش العربي السوري إلى صحراء السويداء ودخلت تلال الصفا ، آخر معقل للإرهابيين في هذه المنطقة الصحراوية.‏

ويقوم الجيش العربي السوري بإعداد خططه الهجومية لتحرير شمال غرب البلاد ، منطقة إدلب حيث لجأ إليها الإرهابيون المهزومون. وقد أعلنت الحكومة البريطانية أمس الاثنين أنها ستنهي تمويل بعض برامج المساعدات في المناطق السورية التي تسيطر عليها ما تسميها «معارضة « والمقصود بذلك تنظيم داعش الذي انهزم في منطقة السويداء.‏

وفي إدلب معظم الإرهابيين سيكونون مستعدين للاستسلام ، ولن يكون هناك سوى 10 آلاف إرهابي مستعدون للقتال حتى الموت. ومع ذلك فإن إدلب فيها 18 ألفاً من اليوغور الصينيين الذين حولوا قريتي الجميلية والزنبقي على الحدود (مع التركية) إلى مخيم محصن، يتحدثون اللغة التركية ، والصينية ، وقد استفادوا حتى الآن من دعم المخابرات التركية.‏

هؤلاء الأويغور التابعون لتنظيم القاعدة يرفضون العودة إلى الصين (حيث سيتم الحكم عليهم) وترفض تركيا الآن استضافتهم. ووجود هذه البؤرة من الإيغور تعطل خطط الحل السياسي في إدلب، هذا إضافة إلى مقاتلين بلجيكيين ومن جنسيات أخرى يتعاونون بشكل مستقل مع فصائل متطرفة على الأرض. ومنهم من قاتل تارة لمصلحة تنظيم داعش وتارة لمصلحة جبهة النصرة الإرهابيين على حين أن إعادة إعمار سورية تتطلب ضمان أمن السوريين في كل المناطق واستعادة السلام والاستقرار أمر ضروري للمحافظة على أي بنى تحتية جديدة يمكن تشييدها بعد انتهاء العدوان.‏

وقد دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم السبت الماضي الأوروبيين ، خلال زيارته لألمانيا ، للمشاركة مالياً في إعادة إعمار سورية للسماح بعودة اللاجئين إلى ديارهم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية