تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اكتشاف وصفة الفراعنة السحرية في التحنيط

منوعات
الثلاثاء 21-8-2018
كشف فحص لمومياء عن الوصفة الأصلية للتحنيط عند المصريين القدماء، التي استخدمت لأول مرة لحفظ الجثامين البشرية. كما أنها تكشف أيضا عن رؤية حول كيف ومتى أتم المصريون القدماء وصفة الحفظ المضادة للبكتيريا التي صانت وحفظت جثامين أمواتهم وخلفت وراءها المومياوات المصرية الشهيرة التي نعرفها الآن.

وكشفت سلسلة من الفحوصات الكيميائية أجريت على المومياء، التي يرجع تاريخها إلى ما بين عامي 3700 و3500 ق.م عن الوصفة، وأكدت أنها طورت قبل ذلك بوقت طويل، واستخدمت على نطاق أوسع مما كان يعتقد سابقا.‏

وتوجد المومياء المصرية المعنية حاليا في المتحف المصري بمدينة تورينو الإيطالية ونشرت نتائج هذه الدراسة في دورية «أركيولوجيكال ساينس».‏

وقال عالم آثار من جامعة يورك الدكتور ستيفن باكلي إن هذه المومياء «تجسد حرفيا عملية حفظ الجسد الموجود في قلب عملية التحنيط المصرية القديمة طيلة أربعة آلاف عام».‏

واستنبط الدكتور باكلي وزملاؤه «البصمة» الكيميائية لكل مكون وكانت الوصفة الأساسية هي زيت نباتي ربما زيت السمسم. أو مستخرج جذري ربما يكون من نبات البردي. وعندما تخلط هذه المكونات في الزيت، فإن الراتنج سيعطيها خصائص مضادة للبكتيريا، ما يحمي الجسد من التحلل.‏

بدأ الدكتور باكلي البحث عن الوصفة منذ عدة سنوات، حينما استخرج هو وزملاؤه وحللوا العناصر الكيمائية، من الأقمشة التي استخدمها المصريون في تكفين المومياوات. حيث يرجع تاريخ تلك الأقمشة إلى نحو أربعة آلاف عام قبل الميلاد، فإنها أقدم من الفترة التي كان يعتقد أن التحنيط بدأ فيها.‏

ويقول الدكتور باكلي: «التحنيط يفترض عموما أنه بدأ تقريبا في عام 2600 ق.م، في وقت بناء الهرم الأكبر» وأرشد هذا الاكتشاف الفريق إلى مومياء ترجع إلى ما قبل التاريخ، وهي الموجودة في متحف تورينو بإيطاليا. ولم تخضع تلك المومياء إلى أي معالجات للحفظ، ومن ثم وفرت فرصة فريدة لدراسة الكيمياء المصرية على طبيعتها الخالصة.‏

وبالتالي أكدت الأبحاث من أن عملية التحنيط الطقوسية تلك حدثت تقريبا في عام 3600 ق.م لإنسان ذكر كان عمره ما بين 20 و30 عاما وقت موته.‏

يقول الدكتور باكلي إن حقيقة، أن نفس تلك الوصفة استخدمت بعد نحو ألفي عام من ذلك التاريخ، في تحنيط ملوك الفراعنة، يعني «أنه لدينا نوع من الهوية، التي تجمع بين المصريين، قبل تشكل أول دولة قومية علم 3100 قبل الميلاد. وتعود أصول تلك الهوية إلى وقت أسبق بكثير مما كنا نعتقد».‏

ويضيف: «عملية التحنيط كانت في قلب ثقافة المصريين القدماء». و»الحياة الآخرة كانت مجرد استمرار للاستمتاع بالحياة. لكنهم أرادوا أن يحفظوا الجثمان، لكي تجد الروح مكانا تقيم فيه».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية