|
زواج الأقارب المبكر... عرف سائد... لايقدر المشاعر مجتمع رأيتها في أحد صالونات الحلاقة ومعها ابنتها. ظننت في البداية أن الأم أتت من أجل نفسها، لكن عندما سألتها صاحبة الصالون هل تريدين قص شعرك كانت المفاجأة لجميع السيدات الموجودات عندما قالت أم إبراهيم أن اليوم عرس ابنتها التي برفقتها. علقت إحدى الموجودات أليس من الظلم أن تزوجي ابنتك وهي قاصر، فاعتبرت الأم ذلك السؤال مناسبة للقول: إن الفاتحة قرئت وتحدد الأمر منذ كانت الابنة في الرابعة من عمرها وكل العائلة تعرف أنها مخطوبة لابن عمها، ولا أحد يتجرأ على خطبتها أو مجرد التفكير بها.
إنه زواج القربى... نمط سائد في القطاعات الريفية.. ومشكلة نساء لا يملكن حق الاعتراض على مصيرهن منذ اليوم الأول لولادتهن باختيار شريك من العائلة حصراً... وفي هذه المجتمعات الريفية مازالت تحيا العديد من النساء رغم كل شعارات التنمية التي نتبناها، ويمكن أن تهدر الدماء في حال رفعت المرأة رأسها لتقول كلمة / لا/ ولا مجال للاعتراض... بسبب العادات والتقاليد الاجتماعية التي تحلم المرأة خلال مسيرة حياتها وتمنعها الخروج من نطاق العائلة. هذا هو حال المرأة أو الفتاة.. فكما المرأة الأم اقترنت بابن عمها، البنت ستقترن بابن عمها أيضاً... والمصير نفسه ينتظر ابنتها دون أن تتجرأ على الوقوف بجانبها فذلك سيشير نقمة العائلة والمجتمع المحيط بها فتضطر للرضوخ للأمر الواقع، باعتبار ان ابن عمها يحق له فعل ما يشاء بها وكما يقال« لا ينزل الفتاة عن فرسها إلا ولد عمها» وفي حال تمردت وقررت الارتباط بغيره يبيح لنفسه القتل مع العلم أن يوم ارتباط الفتاة بابن عمها يمكن أن يكون لها قتل للمشاعر قبل أن ترى النور. فالمرأة لا يحق لها أن تعرف ما هو الحب... بل تتحول لآلة تنجب من سلالة العائلة وتضمن استمرارها... وتعامل كسلعة تباع وتشترى. ولكن ضمن العائلة فقط لضمان إرث واسم هذه العائلة متناسين أنها إنسان من لحم ودم يحق لها أن تختار وتحيا حياتها بالطريقة التي تحددها هي... فهناك أطر اجتماعية تقليدية تحكم مسيرة حياة المرأة ولا يمكنها الخروج من نطاق العائلة فأي شيء خارجها هو ممنوع ومحرم. وزواج القربى يعكس الجحود الذي يسيطر على أعرافنا الاجتماعية التي تراوح في مكانها رافضة أي محاولة للتغير رغم مرور السنين. إنها إمرأة لا مكان للحب والحرية في حياتها..... بل في حياتها مكان للقهر والإرغام وعادات تجعل منها ملكاً لابن عمها يتزوجها متى يشاء ويهجرها متى يشاء .دون مراعاة شعورها كإنسانة. واللافت للنظر وجود بعض الشباب الذين يجبرون على الزواج من بنات عمومهم رغم عدم رغبتهم بذلك.
|