تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أوف... لوحات فنية تكتنز الأصالة

فضائيات
الأحد 14-3-2010م
حسين صقر

ساعتان غنيتان بالصور الجميلة والبيانية الرائعة ولوحات فسيفسائية ملأى بالمفردات الزجلة،

والجمل القصيرة المعبرة التي تكتنز الأصالة وتشق طريقها إلى الأفئدة والألباب بسهولة ويسر، وتحفره عميقاً في الذاكرة، من خلال برنامج (أوف) على قناة الـ otv اللبنانية، الذي يعيدنا إلى الماضي عندما كان الأدب وعشاقه يحتلان الصدارة في العلاقات الاجتماعية والرسائل وأخبار العامة والخاصة وحتى أثناء شن الحروب ومدح الأمراء والسلاطين، كما يجعلنا نعيش الحاضر بتفاصيله البسيطة ومعاناته، ليحفزنا بالنتيجة على التعامل مع نوع خاص من أنواع الإبداع، تتربع فيه الكلمة الموجزة على عرش ملكه، فاردة جناحيها باقتدار، ثم يستشرف المستقبل لنعلم أن ساحات العطاء الفكري لا تزال بخير، وأن الأيدي التي تمتد لتخريبها أو العبث بها أقصر مما تستطيع تحقيقه.‏

ربما أطلت المقدمة عن هذا البرنامج كونه يتعلق بالكلمة الشفافة والرقيقة التي بتنا نفتقدها في زحمة أعمال العنف وأخبار النزاعات والمكائد والمصلحية، كما أنه يستحق ذلك فعلاً كونه استضاف في حلقة الجمعة بتاريخ 26/2/2010 موهبتين من سورية هما حسان بسطاطي ومنافسه معن محمد، وقدمهما البرنامج معتمداً آليته في ذلك، حيث يلقي الاثنان قصائد تطلب منهما، ثم تعلق عليها اللجنة وتوجه إليهما النقد البناء، وهي مؤلفة من المشرف على البرنامج الشاعر اللبناني موسى زغيب والدكتورة كلوديا شمعون أبي نادر، إضافة للضيف الذي يشارك أيضاً، ويتغير من حلقة لأخرى، وكان الفنان إلياس كرم في هذه الحلقة، دون أن ننسى مقدم البرنامج باتريك المستحي الذي أضفى على الوقت ألقاًَ من نوع خاص بخفة دمه وثقافته.‏

ويقوم الشاعر زغيب بتقديم موضوع ما من خلال أبيات شعرية يراها مناسبة، ليستوحي منها المتنافسان قصائدهما للمبارزة ثم يستعدان للنقد وإظهار واستحضار الصور الجميلة التي تضمنها نصيهما، وهكذا حتى نهاية الحلقة التي غالباً ما تتضمن الموشح، وقصائد الغزل والوجدانيات ومواضيع أخرى كالبخل والكرم والهجرة والبقاء والعطاء وكلها بقالب شعري وفني مكتمل يجعلنا نغرد في عالم يلامس أرواحنا ومشاعرنا يستولدها المتنافسان من رحم الواقع والبيئة التي يتفاعلان فيهما ومعهما.‏

والسؤال... لماذا لا نرعى هذه المواهب ونقدم لها الدعم اللازم على فضائيتنا ونحقق بذلك هدفين؟ الأول نوفر للمطربين نصاً هادفاً بعيداً عن الابتذال، والثاني نجعل هؤلاء أكثر راحة وسكينة لنجاحاتهم التي حققوها على فضائياتهم، بالطبع دون أن نبخس من استضافنا وقدم وساهم بإعطائنا الفرصة، بل له منا كل الشكر والعرفان، وما دفعني للقول في ذلك هو ذهابي مصادفة إلى فضائيتنا الحبيبة أثناء الإعلان على قناة الـ otv وشاهدت برنامجاً يعرض في ذلك الموعد وسرحت قليلاً للمقارنة ليس إلا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية