الأغنية العربية في فخ الاستهلاك
فنون الاثنين 21-10-2013 علي الأحمد لماذا تموت أغنية اليوم لحظة ولادتها ؟أيكون السبب في انقطاع اوكسجين الحياة عنها أم أن الأمر لا يعدو كون هذه النوعية من الأغاني معدة أساسا لتعبر عن مرحلة زمنية وقتية وعابرة ،
ولا مجال هنا للمقارنة بينها وبين اغنية الماضي حين كان الغناء والمغنى حياة الروح والمعبر عن قضايا الوطن والانسان ولهذا عاشت هذه النوعية من الأغاني ولاتزال تعيش معنا لأنها وببساطة مشغولة بخيوط وألوان مشرقة من الإبداع ومناخات الزمن الجميل بمقولاته الذوقية والجمالية العالية ،وبالطبع التعميم هنا لا يلغي الاستثناء وهو موجود عبر أصوات جميلة جدا لكن التيار الغالب والسائد حاليا هو تبني الموجة العابرة سليلة ثقافة العولمة بتيارها التجاري الرخيص، بحيث نرى ما يطلق عليهم مجازا “مطربين “يطرحون في العام الواحد ما يقارب الثلاثين أغنية عابرة للإبداع يموت أغلبها ساعة ولادتها أو طرحها في الأسواق لأن القائمين على شركات الإنتاج باتوا يستسهلون هذه الصناعة التي باتت أشبه ما تكون بصناعة القباقيب الخالدة الذكر ،بغية التربح من هذه البضاعة الرخيصة التي تلعب بشكل أساس على وتر الغرائز الحسية وتتجه أساسا الى فئة معينة من الشباب والمراهقين ،الذين تخدرت عقولهم بهذه النوعية الرديئة التي تكتسح المشهد الغنائي العربي بقنواته ومكاناته الإعلامية والإنتاجية التي تحتاج الى ضخ كميات كبيرة من هذه الأغاني عبر منافسة شرسة بكل ما تحمل الكلمة من معنى دون أي ضوابط اخلاقية تستطيع أن تحدد معايير وضوابط في مسار هذه النتاجات التي تصرف عليها أموال طائلة ،في سبيل هدف وحيد وأوحد هو إفساد من لم يفسد بعد ،يكفي المرء أن يملك صبرا وحكمة ويشاهد ولو من باب جلد الذات المحطات الفضائية العربية العتيدة التي بات أغلبها أشبه ما يكون بالكباريهات المتنقلة والتركيز على نوعية الأغاني التي تتاجر وبشكل رخيص ومريض بجسد المرأة واعتبارها غانية لعوب ،ولهذا لا يجدي الحديث هنا عن أي سوية فنية أو قيمة ابداعية بعد أن وقعت هذه الأغنية في فخ الاستهلاك والمتعة والفرجة إلى أن يأذن شهريار بالانصراف .
|