تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تشـــــــــــــــكيليــون:أيـــــــن دور المثقـــــــــــف فيــــــــــه .. ؟!

ثقافة
الاثنين 21-10-2013
 أديب مخزوم

لاشك بأن الحلقات الحوارية الوطنية لاتزال تتعثر وتواجه صعوبات وتحديات كبيرة، ناتجة عن غياب اصول الحوار الديمقراطي الحقيقي والبناء، فالشعارات الجاهزة التي احتمت خلفها طوال عقود،

أهداف تابوية وطوباوية في اكثر الاحيان، لاتزال هي السائدة، وبالتالي لا تزال نسبة كبيرة من العاملين في المجال الثقافي، تعتقد انها على صواب والآخرين على خطأ. وبدلاً من الانتقال الفعلي،‏

في هذه المرحلة الأسوأ في تاريخنا العربي الحديث، الى تكريس ثقافة الآخر، لا نزال نجد حالات الاقصاء والتهميش والتتفيه وحتى التخوين، لمن يطرح الرأي المخالف والمعاكس، وحتى لمن يتحدث عن الفساد الثقافي والاخطاء الفادحة التي وقعت في السنوات الاخيرة، في حياتنا الثقافية والفنية. كما يجب ان يشوب الخلاف والاختلاف الإحترام المتبادل، وحين يتحدث الشخص المختلف يجب اتباع اسلوب عصري وحضاري في المخاطبة،وان يلتزم الطرف الآخر الصمت والاستماع، بدلاً من الاصرار على تبادل الاتهامات ولغة التجريح والامعان في الفساد والأخطاء. فالعمل على ايجاد المناخ الديمقراطي الحقيقي والصادق، الذي يحقق حالة من الصدام والسجال والنقاش الصادق والبناء، هو الاكثر قدرة على إعطاء التاريخ منعطفاً جديداً ومستقلاً ومغايرا، وبالتالي فقبول الرأي الآخر في القضايا المصيرية الكبرى،يحتاج الى خطوات استثنائية واستراتيجية وجريئة،وقادرة على كشف الزيف وإسقاط الأقنعة،ومعالجة الخلل والبدء بمشروع الإصلاح والتحديث وإعادة بناء الانسان الجديد. فالمجتمع الساكن والراكد والجامد, والمتقبل للرأي الواحد،هو مجتمع الحياة والموت، بخلاف المجتمع الذي يحقق حالات التصادم، ويمتلك القدرة على المجاهرة بطرح القضايا الإشكالية المصيرية الكبرى،ويعمل على احتوائها وحلها وتجاوزها، بالنقاش العقلاني والواقعي والموضوعي, بهدف كشف الحقيقة وتجاوز المحن، والتبشير بانطلاقة جديدة هدفها صنع حضارة في زمن متأزم. وهكذا نجد ان غياب الرأي المعاكس، يكاد يطيح بأحلام الوصول إلى حياة اجتماعية متكاملة،تسترجع العافية،وتعيد التفاعل الثقافي عبر طرح الرأي وترقب الرأي الأخر، والإشارة بالتالي إلى حالات الخطأ والصواب.‏‏

حسان أبو عياش: الاحترام المتبادل كأساس للحوار‏‏

في سياق استبيان آراء بعض الفنانين التشكيليين حول ضرورة تكريس ثقافة الخلاف والاختلاف،قال الفنان التشكيلي حسان ابو عياش:‏

اجد نفسي مع كل السوريين في معركة لادور لنا فيها،تدور حول وطننا الذي يتلقى شظاياها من شرق الارض وغربها، وتتسلل الى مدنه وقراه وحاراته وحتى ضمن جدران بيوته، ايدلوجيات مستوردة تبغي تفتيت وحدته، ومطامع اقتصادية تريد سرقة خيراته،واعلام حاقد هدفه تحويل السوريين عن مبادئهم الوطنيه والحضاريه وعيشهم المشترك. لكن قريبا سيعود السوريين الى اصالتهم متمسكين بحضارتهم ليبنوا دولتهم الحديثه بمؤسساتها القويه وقضائه العادل، ومواطنين احرار يسارعون لتأديه واجباتهم نحوها، ويطالبون بحقهم في عيش كريم وعمل منتج وشعارهم حب الوطن... واحترام اوطان الآخرين،وارى نفسي متجها للحديث عن بناء حركة فنية تشكيلية حقيقية في المستقبل القريب،حركة وطنية بكل مقوماتها تطال كل ارجاء الوطن وتدخل في فكر كل المواطنين. اليوم يرى المواطنون الفن التشكيلي بعيداً عنهم،يخص فئة قليلة تعيش في برجها العاجي، وتتلقى المعونه الخجوله من بعض المؤسسات،ويقع بعضها تحت سيطرة بعض مستثمري الفن وتتجه الصحافه الفنيه للبحث في جزء من الحركة وتتناسى القسم الاكبر منها. وعناصر الحركة التشكيلية: عمل فني... وفنان... وناقد.. ومتذوق والاهم قاعدة مدنية عريضة تحمي هذا الفن، وترتقي به وتوجهه لبناء نهضة وحضارة الامة. واضاف ابو عياش قائلاً: ان دور الصحافه الفنية الحقيقي العمل على التأسيس لبناء هذه القاعدة وتوسيعها لتشمل كل ابناء الوطن - الدعوة لتأسيس متاحف فنية في كل المحافظات السورية (وهو حلم طال انتظاره) ودعوة المواطنيين والجيل الجديد لارتيادها - الدعوة لياخذ الفن الوطني دوره في كل مجالات الحياة السورية...البناء.. الصناعة... التجارة... وربما الزراعة.. وان يكون له معارضه،ونقاده، ليسبغ على هذه الجهات الصبغة الوطنيه -الدعوة لتاسيس مجلات فنية مدعومة من جهات اقتصاديه تبحث في كل مجالات الفن لتشكيلي اللوحة.. التمثال.. الاعلان..الفنون التطبيقيه..العمارة.. الديكور المسرحي والتلفزيوني.. تصميم الازياء...وغيرها...وايجاد نقاد ومحللين لكل فن من هذه الفنون لكي نرفع من مستواها -وان نطلب من كل الجهات الوطنيه لادخال الفن في نشاطاتها- وان نشجع مقتني اعمال الفنيه.. لنجعل من هذه الفئةمن المواطنين فئة داعمةللحركة الفنية ونبعث فيها روح التوسع والتنافس ان الفن بكافة اشكاله هو روح الوطن...لنجعله حاضرا في كل ارجائه.‏‏

ابراهيم العواد: الثقافة كضمان إذا تقطعت السبل في التفاهم‏‏

وحول دور المثقف في تفعيل آفاق الحوار الوطني،تحدث الفنان التشكيلي ابراهيم العواد قائلا ً: الحوار ثقافة فكيف اذا اعتمدت الثقافة اساساً للحوار، ارى ان المثقف اي العارف في قضايا متعددة كان المقصد في بناء جسور التلاقي بين الناس،في حال كان قد تقطعت السبل في التفاهم،ولهذا عرف عبر كثير من الادبيات والاخبار ان النزاعات بالمجمل خلصت الى كلمة سواء، وبهذا نرى ان لغة الانسان كانت ومازالت لاجل التلاقي واخصاب النتيجة،والانسان بحد ذاته ميال الى البحث عن ماهو الافضل، والمثقف هو من يمكن الاعتماد على مقدراته المعرفية في ادارة منافذ الوصول. أعتقد بأن الأزمة هي النتيجة المباشرة لتراكم إحداثيات غير متوافقة والنمو الطبيعي للمعرفة ولتناقض ميزان الحقوق والواجبات،وللأزمة ذيول وآثار سلبية تلامس إنساننا سواء أكانت مباشرة أم غير مباشرة، ومخاطرها الحقيقية تكمن في إطالتها والخروج منها يقتضي التعرف إليها والاعتراف بها والتحدث بصوت عال عن تفاصيلها ومسبباتها وهنا يمكن ان نؤسس ارضية يمتلك فيها المثقف مفاتيح اضافية تعمل على تقريب ولادة الحوار،وذلك من خلال حس المسؤولية تجاه المستقبل المؤجل على ارضية اطالة التوتر وبالخطوة الاولى نكون قد مسكنا المبادرة في التحضير والبناء لما يصبو اليه الانسان،الذي اسس وبنى الحضارة واليوم مدعوون جميعاً لان نفعل جزءاً مما فد انجزه اسلافنا مسرح التاريخ والذي نتغنى به الى يومنا هذا. الدعوى الى كل من يضن نفسه مسؤول امام ذاته كأنسان وبالتالي امام الوطن البيت الكبير له والحوار هو حاجة وطنية طالما الهدف منها ايقاف النزيف والبحث عن الجسور المفترض ان توجد لاجل ان نبدأ اعادة بناء اساسها بالمشاركة من كل وحسب رصيده الثقافي والمعرفي والعلمي لاننا كبشر نحلم ان يكون لنا بيت يلمنا جميعاً بيت يناسب حلمنا في ان انتاج مجتمع بتوازي مع ارثنا الحضاري وهذا يعتمد على الحوار هذا الفعل الانساني المعتمد لدى المجتمعات المتحضرة في فض النزاعات لمصلحة الجميع. ولا بد من تمكين الوسط الثقافي من المشاركة في صياغة ملامح المستقبل ومنحها الدور البارز في تأسيس القيم الجمالية فاعلة في المواطنة والجمال هو ما عرفه الانسان عبر التاريخ كمحفز للارتقاء باعتبار انه لم يأت كاملاً بل في كل خطوة نحو الامام تؤسس لما بعدها والجمال ليس المقصود منه الزينة بل تكامل وتناغم لعناصر بناء المستقبل من تفعيل المواطنة, انماء حس الشراكة, وتنمية الرغبة في الوصول الى بر آمن يليق بطموحات واحلام من يليقون بالمستقبل المنشود وتأسيس نهضة للمجتمع قادرة على استيعاب وفهم جيل وطن يتمتع بنشد العلم والتطوير الاجتماعي كثوابت وطنية. وتابع العواد حديثه قائلاً: ان طاقات الثقافة المتجددة في ميادين عدة قادرة لان تمنح المستقبل مناعة قوية في تجنب ما لم نتمكن من تجنبه في ماقبل الوعي والعلم حاجه انسانية للارتقاء وفتح بوابة الاصلاح الشامل لا يمكن ان يساق المجتمع بمورد فكري واحد فلابد للتنوع الفكري من ان يكون مصدراً لطاقات مختلفة تلون المنتج الحضاري ويكون بتنوعه حصناً لمستقبلنا. وبما اننا نؤمن ان سورية امتلكت مفاتيح العالم وانتجت اساسات الثقافة العالمية مثل العمارة والابجدية فحري بنا ان نثبت ان ما نملكه من ارث هو من صنعنا والمستقبل بشكل عام نكسبه حضارياً اذا تمكنا من انتاج الفرد حضارياً وللثقافة الدور الريادي في انتاج هذا الجيل وانتاج دور الجماعة بشكل مؤسساتي غايته التطور بالاعتماد على الكفاءة وليس على الكفافة.‏‏

( facebook.com (adibmakhzoum‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية