تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جنيف والنقش على الكي

البقعة الساخنة
الاثنين 21-10-2013
 عزة شتيوي

يوزع المبعوث الاممي الأخضر الإبراهيمي بطاقات الدعوة إلى مؤتمر جنيف مسقطا عنها الظرف السياسي.. هي بطاقات موحدة عنوانها الوحيد الى جنيف الذي يسير مشيئته على من اراد المراوغة والمباغتة تحت لواء الخيارات الى جنيف..

كرر الإبراهيمي عبارته أمام الإعلاميين في مصر عشرات المرات ولا أظن أن المبعوث الاممي فقد قدرته على الحديث السياسي ولكنه اراد تمرير الرسالة... المؤتمر الدولي سيعقد لانقاش!! ..فالابراهيمي وغيره من الدبلوماسيين في روسيا واميركا وفي كل الدول المؤثرة في الازمة في سورية (طبعاً باستثناء الدول الخليجية التابعة)باتوا يعلمون ان المؤتمر الدولي هو اليوم مسلمة من مسلمات الخارطة السياسية العالمية الجديدة التي على اساسها سترسم حدود سياسية دولية تعيد ترتيب ( ديكور) القرار العالمي بعد حالة من الفوضى خلقتها اميركا بينما فشلت في جعلها خلاقة على قياسات محافظيها الجدد.‏

ما جاء بالابراهيمي الى المنطقة ليس عملا دبلوماسيا لصالح المؤتمر الدولي حول سورية وحسب بل هو اشبه بتبشير سياسي لمن كان من الدول متقبلا لفكرة المؤتمر الدولي وهو نوع من الفتح الدبلوماسي تحت لواء الحل السياسي في سورية لمن تعنت رافضا حل الازمة سياسيا ..فجنيف سيعقد شاء من شاء وحرد من حرد سواء من آل سعود او من أحفاد العثمانين في تركيا ولا مجال حتى لجزية .. جنيف سيعقد ويمر بالمنطقة متجاوزا كل التناقضات في سياسات الدول المشاركة به منتظرا حتى حين من بدأ بتدوير الزوايا وكاويا كل الاستعصاءات السياسية التي استمرت على امتداد سنة ونصف حاولت خلالها بكل امكاناتها الخروج من تورطها الى قمة التورط حتى استوجب الحال كيها لانقاذ المنطقة من حماقات خليجية برخصة اميركية نثرت بذور التطرف على امتداد حقدها وتعامت عن وصول المقصلة الارهابية الى نحرها هي ايضاً.‏

جنيف قد يعقد واكثر ما يلفت انه لم ينتظر طويلا حتى تحزم (المعارضات الخارجية) امتعتها سواء من( الائتلاف) او الانشقاقات عنه فمن حضر قبل الانعقاد يدخل ومن حضر بعد الانعقاد يدخل ايضاً ما دام المؤتمر عملية مستمرة مع اول تعريف له على لسان الاخضر الابراهيمي الذي موه التعريف الاصلي للمؤتمر بأنه فوز في المكاسرة العالمية لسورية التي شقت الحجاب العالمي معلنة نهاية عهد وبداية عهد دولي جديد.‏

إذاً جنيف قد يعقد فوق كل ما خطط ودبر دوليا من مؤامرات ومكائد على امتداد الازمة السورية.. سيعقد لينقش ارادته على انجازات الجيش السوري الذي هندس الميدان والإرادات.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية