تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الانقلاب الجذري في عقيدة أوباما

عن موقع : Voltairenet
شؤون سياسية
الاثنين 21-10-2013
ترجمة: دلال ابراهيم

بعد أن تم انتخابه خلال الفترة الرئاسية الأولى على خلفية انتقاده سياسة المحافظين الجدد الخارجية , يحيط بالرئيس باراك اوباما الآن خلال فترته الرئاسية الثانية ( صقور الليبرالية )

وتتزعمهم حالياً سامنثا باور . وإن كان المحافظون الجدد في الأساس صحفيين تروتسكيين يهود يهدفون إلى تحقيق الثورة العالمية في الديمقراطية , فإن الليبراليين هم بشكل عام صحفيين يتمسكون بالأخلاق , ومرتبطون بإسرائيل يزعمون هدفهم تمكين أمريكا من حماية السكان المدنيين من حكوماتهم . وفي كلا الحالتين , الجانبين يعززون فكرة التدخل الأميركي .‏

وبالتالي فإن الرئيس باراك اوباما , وخلال فترة رئاسته الأولى ابتعد شكلياً عن السياسة الخارجية والعسكرية لسلفه جورج بوش , وأعطى انطباعاً أن الولايات المتحدة لا ترغب بأن تكون ( شرطي العالم ) وأنها تنوي تنفيذ انسحاب عسكري من أفغانستان وأماكن أخرى , بغية التركيز على مشاكلها الداخلية . على هذا النحو نشأ ما يعرف باسم ( عقيدة اوباما ) وعلى الرغم من ذلك لم يختف مفهوم الحرب من جدول أعمال إدارة اوباما . وتبين لنا ذلك من خلال الحرب على ليبيا التي شنها عام 2011 حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة عبر ضربات جوية وبحرية هائلة وقوى مدعومة ومتسللة من الخارج .‏

وفي مطلع فترة رئاسته الثانية صرح الرئيس الأميركي أن « الولايات المتحدة ستقلب الصفحة » . ولكن الصفحة التالية كانت أيضاً صفحة حروب . تعتمد الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة القائمة على أساس استخدام قوات أكثر مرونة وجاهزة على الانتشار السريع ومجهزة بنظم تسلح وتكنولوجية رفيعة على نحو متزايد . وتعتمد في نفس الوقت على الاستخدام الأكبر للاستخبارات والقوات الخاصة . والطريقة الجديدة لشن الحرب تقضي بشن هجوم مفتوح يرافقه عمل تغطية من أجل تقويض وتخريب البلاد من الداخل , على نحو ما حدث في ليبيا وما يحدث الآن في سورية , من خلال تسليح وتدريب ( مجموعات مسلحة) والغالبية العظمى منهم غير سوريين وعدد منهم ينتمون إلى مجموعات إسلامية تعتبر إرهابية.‏

وفي نفس الوقت يحدد الرئيس اوباما ( استراتيجيته الجديدة في الحرب على الإرهاب ) ويسميها ( حرب غير محدودة ضد الرعب ) وقد تحولت تلك الحرب إلى سلسلة من ( الأعمال القاتلة المستهدفة ) من أجل ( تفكيك شبكات محددة من المتطرفين الخطيرين الذين يهددون أمريكا ) ويتم استخدام طائرات بدون طيار في تلك العمليات , حيث يعتبر استخدامها مشروعاً لأن الولايات المتحدة تخوض ( حرباً عادلة ودفاعاً عن النفس )‏

وضمن هذا السياق يواصل الرئيس الديمقراطي اوباما , الذي صور نفسه على أنه ( من الحمائم ) - وحصل على جائزة نوبل في السلام -السير وفق استراتيجية الجمهوري جورج بوش ( الصقر ) الداعم الشرس للتدخل العسكري .‏

والسؤال الذي يطرح نفسه هو : كيف يتم تبرير هذا التحول ؟‏

في كتابها الذي اشتهرت فيه توسعت سامنثا باور في النظرية القانونية التي طرحها الأميركي من أصل بولوني رافائيل ليمكنز , مخترع كلمة إبادة جماعية والمستشار لدى محكمة نورنبرغ . علماً أن باور , المدرسة السابقة في جامعة هارفارد والحاصلة على جائزة بوليتزر عن كتابها الذي أفادتنا فيه بنظرية (مسؤولية الحماية ) ظهرت على الساحة من خلاله , تعود بالولايات المتحدة إلى عصر الإبادات الجماعية . وقد تدرجت سامنثا باور في مناصبها , حيث بدأت العمل في مجلس الأمن القومي ( الهيئة التي تضم أبرز قادة الجيش والاستخبارات , إلى جانب مهمتها كمستشار للرئيس في مجال السياسة الخارجية والعسكرية ) ومن ثم عينها الرئيس اوباما في منصب لجنة منع الأعمال الوحشية الجديد . والآن تشغل باور منصب سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة . كما وتعتبر المهندس الرئيسي للحملة التي حضرت الأرضية لشن الحرب على ليبيا , عبر تصويرها أنها حرب لا بد منها من أجل وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان . كما وأنها هي نفسها التي تضغط من أجل نفس الدافع لكي تهاجم الولايات المتحدة سورية . وتظهر دون شك أيادي سامنثا باور في خطاب الرئيس اوباما الذي ألقاه في الأمم المتحدة , ولا سيما حين أكد أنه وبالنظر إلى الخطر الكامن في منطقة الشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا فإن « الخطر على العالم ليس هو خطر الولايات المتحدة الساعية إلى التدخل في شؤون الدول الأخرى « وإنما « الولايات المتحدة يمكنها الانسحاب وفك ارتباطها وتخلق من جراء ذلك فراغ الزعامة الذي لا يمكن لأحد أن يسده .»‏

وعلى هذا النحو فإن الولايات المتحدة ترفع راية حق التدخل العسكري في أي مكان ليس من أجل مصالها الخاصة وإنما لأنها تحمل على عاتقها مسؤولية وهي « مسؤولية الحماية ».‏

‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية