تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دلالات الإنجازات الميدانية النوعية السورية وتداعياتها

صفحة أولى
الاثنين 21-10-2013
ميسون يوسف

بعد فترة من الزمن وصفها البعض بأنها استرخاء ميداني بين الدولة في سورية والجماعات المسلحة العاملة تحت عناوين متعددة التسميات يجمعها الفضاء الإرهابي بهدف تقويض اركان الدولة وتسليمها اشلاء لأرباب المشروع الصهيوتكفيري الذي يقوده الغرب

ويرعاه من اجل مشروعه الاستعماري في المنطقة ، بعد هذه المدة سجلت في الميدان السوري وعلى جبهات متعددة من الشمال الى الجنوب مرورا بالوسط انجازات عسكرية نوعية تمكنت الدولة من بسط سيطرتها على منطقة واسعة في ريف دمشق شملت بلدتي الحسينية والذيابية وغيرها من المناطق الاستراتيجية الحيوية ، ووجهت في ريف حلب وادلب ضربات مؤلمة للارهاب ورعاته حيث استعادت سيطرتها على منطقة خناصر وقراها التي يزيد عددها على الاربعين ،واتبعتها بالسيطرة على وادي ضيف ، وفي الجنوب اجهزت القوات العربية السورية على اكثر من قاعدة ومركز للارهابيين ودفعت بنيانهم للترنح ، وافقدته التوازن ما جعلهم كعادتهم في كل موقف مماثل ، يلجؤون الى تفجير احباطهم وحقدهم بسيارات مفخخة لقتل المدنيين الابرياء..‏

انجازات عسكرية تحققت في اقل من اسبوعين استطاع الجيش العربي السوري ان يسطرها مستفيدا من خبراته التراكمية في مواجهة تلك الجماعات ومن الظروف الدولية المتحركة باتجاه توزان عجز اصحاب المشروع الاصلي عن افساده اوابقائه مختلا، ثم انها ترافقت مع اقتتال داخلي بين الجماعات المسلحة الى الحد الذي بات فيه العداء مستحكما بينهم وذهنية الالغاء والاقصاء هي المعمول بها بين تلك العصابات المجمعة من جهات الارض الاربع يحركها فكر تكفيري تدميري وهابي،وشهوات سلطة ومنافع يتطلعون اليها دونما ان يكون هناك وزن اواعتبار لمبادئ من اخلاق او قانون او دين.‏

ويلاحظ الخبراء العسكريون والاستراتيجيون ان لهذه الانجازات الميدانية معطوفة على المشهد الميداني العام من الدلالات والمعاني ما يمكن من تحديد اتجاه واضح لسير الاحداث في سورية ميدانيا اولا، ثم انعكاس ذلك على المسار السياسي للازمة الدولية القائمة على الارض السورية وعبرها ثانيا.‏

وفي هذا السياق يمكن القول إن سورية التي تسير في الميدان بقدم ثابتة وتراكم الانجازات حققت عبر نتائج عملياتها الاخيرة ما يلي:‏

-فكت الحصار حول حلب بوجهيه الانساني والعسكري، وتمكنت بذلك ان تعيد توثيق التواصل وتأمين الحاجيات للمدنيين في حلب بعد ان حاول الارهابيون قطع قنوات اتصالهم بالدولة ومنعهم من الاستفادة من خدماتها بحصار بغيض كسر الان ، ثم ان استعادة السيطرة على منطقة الجنوب الشرقي من حلب قرب معامل الدفاع وربطها بشكل آمن بالوسط السوري مكن من السير قدما في عملية التحضير الميداني الهام لمعركة حلب الكبرى التي سيحل وقتها عندما تنضج ظروف معينة يتطلبها الميدان ويبدو انها لم تعد بعيدة.‏

-ارباك المسلحين وقطع الكثير من طرق امدادهم واتصالهم في مناطق الريف الادلبي والحلبي واهم من ذلك منطقة ريف دمشق، جعلت فرص نجاحهم في عملياتهم الارهابية ادنى بكثير مما كانت عليه قبل اسبوع.‏

-اضافت الى واقع الامن لطريق مطار دمشق الدولي عناصر جديدة ، وابعدت الى حد بعيد خطر الاعمال الارهابية التي تستهدف مدينة دمشق بخاصة جزؤها الجنوبي وحالت دون تنفيذها بشكل فاعل.‏

– ساهمت في اعداد البيئة الميدانية المناسبة لتطهير ما تبقى من ريف دمشق خاصة المنطقة الغربية وبات الحديث جديا متصاعدا عما يسمى معركة القلمون.‏

- ضربت معنويات الارهابيين وسادتهم في الخارج وراكمت خسائرهم وفاقمت الخيبة لديهم ، وانعكس ذلك بشكل واضح على السلوك الانفعالي الجنوني للسعودية التي تقود ميدانيا الان مشروع العدوان على سورية.‏

- اما في السياسة فقد كان للانجازات صدى كبير في الخارج عبر عنه بالتخبط السعودي المثير للسخرية ، ومن جهة اخرى نعتقد ان هذه الانجازات اكدت مرة اخرى ان سورية ماضية في محاربة الارهاب واستعادة السيطرة على ارضها ولن تكون الاتصالات حول مؤتمر جنيف مانعة من السير قدما في مسار هذه المهمة المقدسة ، وان المؤتمر اذا انعقد لن يكون بين الدولة والارهابيين ، بل انه سيكون مع من يؤمن بالحوار ويرفض اللجوء الى العنف والارهاب ، اما الارهابيون فمكان العلاقة بهم هوالميدان والنار او يلجؤون الى التراجع والفرار.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية