وفق منظومتي الشعر الجاهلي والقرآن الكريم وقامت البلاغة الجاهلية على الربط بين المحسوسات، أما البيان القرآني فقد قامت بلاغته على ربط كل محسوس بمجرد سماوي.
أما الحداثة الشعرية وخاصة لدى أدونيس والسّياب فقامت على الإيلاف بين المجردات.
والجذر الفلسفي التاريخي لهذا التجريد يبدأ بالفيلسوف ابن عربي وخاصة في كتابه( الفتوحات المكية).
وعلى الأغلب فإن جذور ابن عربي هو جذرٌ أفلاطوني، فالشجرة التي أراها في الأرض هي ثلاث أشجار الأصل لها الشجرة السماوية ومرتسمها في الأرض، الشجرة التي نراها ونأكل من ثمارها في الأرض، والشجرة الثالثة هي مرتسم الشجرتين في مخيلتنا وأذهاننا.
أما محيي الدين بن عربي في بحثه فلسفة الأنوار فهو يقسم الأنوار على النحو التالي:
1- النور المطلق
2- النور المحسوس
3- النور المجرد
4- النور المجرد عن التجريد
وفي المدارس الصوفية مصطلحات شائعة- الذات ونور الذات ونور الأنوار.
أخيراً الحداثة آفاق شاسعة الأمداء والتجريب فيها لا ينتهي« وإن من البيان لسحرا».
والسؤال الذي لا بد من الإجابة عليه هو حول بنية الصورة الشعرية الحديثة واختلافها الجذري عن بنيتها في الشعر العمودي التقليدي.
يقول الناقد المصري جابر عصفور إن بنية الصورة في الشعر العمودي تقوم على المقاربة من خلال التشبيه والاستعارة والكناية وشتى المحسنات البديعية.
أما في الشعر الحديث فيقوم مفهوم الصورة على وحدتها العضوية وتنوع دلالاتها الإيحائية، ويذهب أدونيس أبعد من ذلك فيعتبر أن من حق كل قارئ للقصيدة الحديثة أن يأخذ منها الدلالات والإيحاءات التي تنسجم مع بنيته الفكرية والنفسية ومستواه الثقافي.