وأخذ الهدف الاقتصادي بعين الاعتبار يساعدنا أن نثبت بشكل قاطع الفائدة التي نتوخاها جميعا من إنشاء وتحسين وصيانة الطرق, فالجدوى الاقتصادية نتيجة تلافي أو انخفاض حوادث الطرق تصل الى 30% من التكاليف الاجمالية لإنشاء الطرق أو إعادة انشائها وتساهم معرفة الخسائر التي يتكبدها اقتصادنا الوطني في الاسراع بإيجاد الحلول المناسبة للتقليل من حوادث المرور التي تقسم الى قسمين :
مباشرة وغيرمباشرة ,فالخسائر المباشرة هي التعويضات المالية التي تدفع لذوي الضحايا والجرحى والمصابين وتعويضات المعالجة اضافة الى الخسائر الناتجة عن تلف المركبات والحمولات وخسائر ادارة المرور والمحاكم من جراء التحقيقات بالحوادث والتي تستمر لفترات طويلة أما الخسائر غير المباشرة فتكمن في خروج الاشخاص القتلى والجرحى من العمل بشكل نهائي أو مؤقت ..
وتشير الاحصائيات الى أن عدد ضحايا حوادث الطرق ما بين عامي 1990- 2004 قد بلغ حوالى 18500 قتيل وعدد الجرحى 110 آلاف .
وتقدر خسائر الاقتصاد الوطني بالمقابل بحوالى 2 مليار ليرة سنويا .
ويقدرعدد ضحايا المرور في سورية بنحو 4 اشخاص يوميا كحد ادنى وجريح واحد كل ساعة ..
وقدر متوسط الخسائر من حادثة مرور واحدة في عام 2000 بحوالى 16750 ليرة .
هذه أحد المحاور التي ناقشتها ندوة السلامة الطرقية والوقاية من حوادث السير التي اقيمت مؤخرا برعاية السيد وزير النقل والمؤسسة العامة للمواصلات الطرقية ومشاركة اللجنة الوطنية للسلامة الطرقية والجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق وقال المهندس مكرم عبيد وزير النقل في تصريح للثورة على هامش الندوة :
تستدعي السلامة الطرقية الاهتمام الكلي بين جميع اجهزة الدولة والتنسيق بينها لصياغة استراتيجية شاملة للسلامة المرورية تقوم على ثلاثة محاور هي محور التربية والتوعية ومحور البنية التحتية ومحور التنظيم والتشريع .
واضاف عبيد : بلغت الخسائر الاقتصادية المترتبة من حوادث الطرق في جميع انحاء العالم حوالى 500 مليار دولار سنويا وهذا ما يشكل نسبة 1-3 % من مجمل الناتج القومي لبعض دول العالم ..
واشار وزير النقل الى أن الوزارة انطلاقا من هذه المسلمات قد وضعت والمؤسسة العامة للمواصلات الطرقية موضوع السلامة الطرقية في مقدمة الاولويات وتبذل الجهود المستمرة لرفع مستواها وتقليل آثارها والإقلال منها مؤقتا الى أن المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية قد اتخذت اجراءات للحد من حوادث الطرق ومن أهمها الصيانة الدائمة للطرق المركزية الاوتسترادات والدهان الطرقي الذي بلغ آلاف الكيلومترات وتكثيف اللوحات المرورية وتوسيع بعض الاوتسترادات عند المنحنيات.
وأوضح عبيد أن التشدد بالمواصفات عند التنفيذ واستخدام الآليات الجديدة يساعد على تحسين البنية التحتية للطرق علما أن هذا البند هو السبب الثالث في الحوادث والذي يأتي بعد وعي السائقين وجاهزية المركبة ,وأشار الى أن هذه المحاضرات يجب أن تخرج من اطارها النظري الى التنفيذ الفعلي والواقعي على الطرق .. منوها الى ضرورة الاستفادة من تجارب الغير في اتباع التعليمات العالمية في المرور وفي السياق نفسه قال عبيد :
قمنا بتركيب شبكة كاملة من القبابين على الاوتسترادات السورية ووضعناها في الاستثمار هذا الشهر وكل سيارة حمولتها المحورية اكثر من 13 طناً ستمنع من استكمال مسيرها وتفرغ حمولاتها الاضافية وتغرم
وأضاف : ستكون هناك لجان مشتركة بين المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية ووزارة النقل وبعض شرطة المرور للمراقبة , من جانبه المهندس حسين العرنوس المدير العام للمؤسسة العامة للمواصلات الطرقية قال في تصريح للثورة:
نهدف من عقد ندوة السلامة الطرقية الى الحد من حوادث الطرق من خلال ما يطرح بها من محاضرات لتسليط الضوء على الواقع المروري على الشبكة الطرقية للتخفيض ما أمكن من الحوادث التي اصبحت تقلقنا جميعا لما تسببه من ضحايا بشرية وخسارة للاقتصاد الوطني .
وعن الخطوات التي اتخذتها المؤسسة باتجاه الحد من حوادث الطرق قال:
تم حصر استيراد آليات بناء الطرق بالآليات الحديثة التي لا يزيد عمرها عن خمس سنوات بهدف رفع مستوى نوعية أعمال الطرق .
كما تمت المباشرة بتحويل عدد من الطرق الى طرق منفصلة الاتجاهات اوتسترادات وأهمها حلب- الرقة- دير الزور - دمشق- السويداء .
واضاف المهندس العرنوس : قمنا بدراسة انشاء محاور جديدة خارج التجمعات السكنية وأهمها محور الرقة - دير الزور- البوكمال - ودير الزور- الحسكة .
كما نفذنا عددا من العقود الخاص باصلاح المنحنيات الافقية والشاقولية بما يرفع من مستوى السلامة .
وتعاقدنا على تنفيذ حارات هروب في نزول الثنايا ويتم حاليا دراسة تأهيل قسم دمشق- قارة لرفع مستواه الفني ومستوى السلامة المرورية عليه.
هذا وقد تمت المباشرة بتنفيذ 12 كم دهان طرق خلال الفترة المتبقية من عام 2005 والنصف الاول من عام 2006 . وتنفيذ 23 ألفاً و 753 اشارة دلالة .. وإنشاء عدد من العقد الطرقية الهامة بالاضافة الى الكثير من العقود والاجراءات الخاصة بتحسين مستوى الطرق في سورية ..