فتعتقد بأنك أمام حالة عصرية متطورة وراقية.. فجأة تسمع بأنه ساهم بذبح أخته وأولادها?! ذلك لأنها تزوجت من عشيرة أخرى, أو من قبيلة أخرى, أو من.. (لا أريد للرقابة أن تحذف, لذلك لن افصل أكثر).
فتصاب بالذعر, ما هذا القرن الواحد والعشرون المنحط, والمتخلف, والرديء?!.
ألا يكفيه ما فيه من سوء حتى يطلع علينا ما هو أعظم?.
أفكار منقرضة تستبيح حياتنا, في وقت اكثر ما نحتاجه هو شعور بالحب والطمأنينة, والثقة والاحترام المتبادل بين الناس بعضهم البعض.
لقد دفعت أمم ولا تزال تدفع حتى الآن ضريبة عصبيتها وانغلاقها المريض, ما أودى بها في كثير من الآحايين الى حروب دمرت وحرقت الأخضر واليابس, وتركت جروحا في نفوس أهلها لم تندمل, وكان السبب الوحيد, هو هذا الإنغلاق الأعمى, والتمترس البغيض خلف موروثات بائدة ومهترئة, لا تمت للإنسانية الصافية بصلة.
آن لأولي الألباب وأهل القضاء, أن يحموا -عمليا لا نظريا- الإنسان, ويدافعوا عن خصوصياته ومشاعره النبيلة وخياراته.
وأن يرتفعوا بمستوى العقاب إلى أعلى مدى في وجه من يمارسون مثل هذه الجرائم البشعة, التي تفتك بالمجتمع, مختبئين وراء مفهوم الشرف والأخلاق, الذي لا يتمتعون به, أو أنهم يفهمونه بشكل لا يمت للوعي الإنساني بصلة.