|
كسر جدار الصمت .. ومعرفة ما لا نعرفه عن المرض 70 مليون شخص يعانون من الايدز في العالم مجتمع
وبحضور الدكتور عماد الدقر منسق مشروع الايدز باليونيسف والاستاذ الشيخ أحمد سامر القباني عضو الهيئة التدريسية في معهد الفتح الاسلامي
والدكتور اليان وهبي الطبيب والمطران ممثل بطركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذوكس
والدكتور أحمد ديب دشاش أمين سر نقابة اطباء سورية واستاذ امراض الصحة العامة حول التوعية الاعلامية والاعلانية لمحاربة نقص المناعة المكتسب (الايدز). الأرقام لا تعكس حقيقة واقع المرض ابتدأ الدكتور رمضان نقيب الاطباء حديثه عن الاحصائيات الاخيرة حول عدد المصابين بالايدز على مستوى العالم التي تشير أنه وصل الرقم ل70 مليونا منهم مليون ونصف في اقليم شرق المتوسط وشمال افريقيا الذي يضم الكثير من البلدان العربية وبأن أغلب المصابين من الشباب واليافعين الذين تتراوح اعمارهم بين 25 - 45 عاما وهذا يعتبر عاملا حاسما في توقع تفشي المرض بمعدلات عالية وأنه في عام 2002 كانت الاصابات 450 الف اصابة فقط وفي نهاية عام 2004 اصبحت مليونا ونصف اصابة اي ان نسبة الزيادة في الاقطار العربية 300% بما معناه ان كل عشر دقائق هناك انسان عربي يصاب بالإيدز. إطلاق مشروع الشاوت الدكتور عماد الدقر ممثل اليونيسف قال: المشكلة اننا نقول ان هذا المرض وافد الينا وأننا بعيدون جدا عن هذا المرض إن اصابات الشرق الأوسط والتي هي مجتمعات محافظة تساوي الاصابات بها أوروبا الغربية والآن دخلنا في السباق وربما نسبقها. في سورية الاصابات ما زالت قليلة حوالى 330 اصابة مشخصة لكن هذا العدد لايدل على عدد الاصابات الحقيقية وان كان جيراننا بخير فنحن بخير ولكن مع الاسف تزداد الاصابات حولنا لذا علينا الا نركن للارقام الضعيفة لكن لدينا الوقت لنفعل هناك عوامل تدعم جهودنا في القضاء على الايدز منها جودة صناعة الدم في سورية, والعلاقات السوية المتينة بين الأسر لكن هناك عوامل سلبية ايضا فالشباب لديهم البيئة الجاهزة وهم المستهدفون لذا أقول إنه في كل البلدان التي كانت فيها الاصابات منخفضة اصبحت بعد خمس سنوات عندها عشرات الآلاف من المصابين. إنه من خلال البرنامج الوطني لمكافحة الايدز نعمل على تنمية الكوادر واطلاق مشروع ال (شاوت) اي الصرخة لكسر حاجز الخجل والوصول إلى الشباب من خلال الشباب وسيكون لدينا خط ساخن قريبا لاستقبال جميع الاستفسارات والارشادات من المرضى او من اي شخص عادي والآن لدينا مراكز كثيرة للشورى والتوعية والتحليل. علينا بتجديد الخطاب الديني الاستاذ الشيخ أحمد سامر قباني قال: الإعلام الخارجي ساهم بشكل كبير بتزيين الفاحشة عند الناس, المرض يتهددنا سواء كنا متدينين او علمانيين مسيحيين او اسلاميين, الايدز مرض يجب التصدي له بشكل مباشر, المعالجة بالوقاية اذ لابد من توعية دينية لإعادة الفضيلة والبعد عن الرذيلة وتسهيل مؤسسة الزواج علينا بتجديد الخطاب الديني خاصة وان يوم الجمعة تنقاد فيه الأمم بشكل تلقائي إلى المساجد لحضور خطبة الجمعة ويوم الأحد ينقاد الأخوة المسيحيون إلى الكنائس لحضور غبطة الأحد علينا ان نتكلم بوضوح ومباشرة وبشفافية وأن نسمي الأمور بمسمياتها وان نقول للإنسان الذي كرمه الله أن هناك مرضا يتهددك, اننا في خطبنا ودروسنا ندعو إلى الالتزام بما جاءت به الشرائع السماوية اذ نظمت علاقة الفرد مع الفرد وفي تنظيمها لهذه العلاقة كانت تحث على العلاقة الصحية الشرعية التي نسميها الزواج والابتعاد عن العلاقات التي يحلو للبعض ان يسميها علاقات مشبوهة لكن انا اسميها علاقات محرمة لأن شارعنا في أغلبه هو شارع مسيحي أو إسلامي اي اننا نوعي الناس فقط ولانتكلم بشكل مباشر. لغة الآلام واحدة الدكتور اليان وهبي قال: لغة الآلام لغة واحدة مهما اختلفت اللغات وصدمة ما يصيب الإنسان صدمة واحدة مهما اختلفت الأديان لابد وان نكون مباشرين في مساجدنا وكنائسنا وإعلامنا لا حياء في الدين, منابر الكنائس والمساجد هي المنابر العليا لمعالجة هذه المشكلة والوقاية اولا واخيرا. كيف تتم العدوى: 1- غالبية المرض يأتي من الاتصال الجنسي غير الآمن اي اثناء ممارسة الجنس عن طريق السوائل والافرازات الجنسية من الشخص المصاب إلى الشخص السليم سواء كان الاتصال الجنسي مهبليا او عن طرق اخرى كالجنس الشرجي او الفموي لذلك فإن استخدام الواقي الذكري اثناء ممارسة الجنس مع الشخص المصاب يحد من التعرض للاصابة بالفيروس. 2- من الدم الملوث بفيروس الإيدز: حيث ان فيروس الايدز يمكنه ان يتواجد في الدم لذا فنقل دم ملوث بالفيروس او استخدام ابرة مستعملة وملوثة قد يتسبب في الاصابة. 3- من الأم المصابة بالفيروس إلى الطفل المولود أو إلى الجنين اثناء الحمل وحتى اثناء الرضاعة الطبيعية. 4- عن طريق تعاطي المخدرات بأبر ملوثة. اذن هذا المرض مرتبط بالسلوكيات غير الآمنة هذا يدعونا لإعادة ربط الإنسان بخالقه والتنشئة الصحيحة للإنسان لوضع حد لهذا المرض. كسر حاجز الصمت الدكتور الشيخ محمد وهبي سليمان قال: الاسرة الصالحة وكسر حاجز الصمت على منابر الكنائس والمساجد والمؤسسات التعليمية والتأكيد على أن العفة والإخلاص هما العنصران الأساسيان لدعوتنا الوقائية مع تفهمنا لدعوة الأطباء وأهل الاختصاص لاستخدام وسائل الوقاية المختلفة لدفع الضرر عن النفس والآخرين والوصول للمتاجرين بالجنس وزبائنهم ومتعاطي المخدرات بالحقن, والرجال الذين يمارسون الجنس مع امثالهم وباقي اصحاب العادات الضارة لإعادة تأهيلهم وعلاجهم ودعوة وسائل الاعلام للالتزام بالضوابط الاخلاقية فيما يعرض على شاشاتها واخيرا حق المرأة في حماية نفسها من التعرض للايدز والاستفادة من الخدمات الصحية والتثقيفية ثم قال: مسؤول افريقي التقى مسؤولا عربيا فسأله: ما حال الإيدز عندكم? , أجابه العربي : نحن بعيدون جدا عن هذا المرض فقال له الافريقي هكذا قلنا قبل حوالى عشرين عاما واليوم تعاني مجتمعاتنا لدرجة كبيرة من هذا المرض. فيروس الإيدز يدمر جهاز المناعة الدكتور أحمد ديب دشاش قال: الوفاة سهلة.. يرتاح مريض الايدز ويرتاح المجتمع منه لكن الخطورة تكمن في العجز, هناك اصابات عصبية خطيرة اذ إن هذا المرض يتلف الجملة العصبية فيصبح الشخص لا إرادي في تصرفاته اولا وبحاجة لرعاية اجتماعية وطبية كبيرة ثانيا عندها ستتحمل الاسرة والمجتمع اعباء كبيرة جدا. ترى هل فكرة التشجيع على الزواج تكفي? لا أظن اذن علينا ايجاد طريقة لضرر أقل, صحيح ان الزنا محرم في كل الأديان ولكن لكي لا تكون اداة لقتل نفسك او غيرك استخدم الواقي, اؤكد على استخدام العازل الواقي اثناء ممارسة الجنس إلا اذا كنت متأكدا انك وشريكك خاليان من هذا الفيروس القاتل. من المهم ملاحظة انه في جميع مراحل الاصابة ومنذ لحظة دخول الفيروس في الجسم يكون الشخص المصاب قادرا على نقل الفيروس إلى الآخرين. فيروس الإيدز يعمل على تدمير جهاز المناعة في الجسم ببطء شديد فإذا ضعفت مناعة الإنسان فإن هناك امراضا انتهازية تهاجمه لأنها تنتهز فرصة ضعف المناعة لتغزو الجسم بينما لا تستطيع مهاجمة الجسم إن كانت مناعته قوية ومن اكثر الأمراض الانتهازية شيوعا بين مرضى الايدز هو مرض السل ( الدرن الرئوي) والتهابات الجلد والفم. وعلينا ألاننسى ان فيروس الإيدز لا ينتقل بالرعاية او بالمخالطة او بملامسة سوائل وافرازات جسم المصاب المختلفة كالدموع والعرق واللعاب والبول او البراز ولا ينتقل عن طريق مشاركته الطعام ولا بالانتظام في نفس الفصل الدراسي مع زميل مصاب بالفيروس ولا بالمعانقة او التقبيل. تعزيز التعاون لمواجهة هذا المرض الدكتور محمد محمد بدوي وهبة مدير تحرير صحيفة الاعتدال قال: علينا ان نخاطب حكوماتنا ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والقطاع الخاص قصد تعزيز التحرك والتعاون المتكاتف في مواجهة خطر هذا الوباء مع التأكيد على تفعيل ودور القادة الدينيين في مواجهة هذا الخطر الداهم في المجتمع خاصة في وسائل الاعلام والحملات الثقافية والشعبية وضرورة سن تشريعات وقوانين تحد من انتشار الوباء والدعوة لإنشاء دوائر للإرشاد والتوعية وتسهيل تأسيس جمعيات خيرية تعنى بمصابي الايدز / السيدا. ثم جاءت المداخلات من السادة الصحفيين ورجال الدين والاطباء لتغني الندوة بشكل كبير.. ثم تحدث الدكتور اليان وهبي عن خصوصية هذا المرض ردا على بعض التساؤلات قال: انه عندما ينتشر هذا المرض في منطقة يتناول الاعمار التي تتراوح بين 15-45 سنة تصاب وتموت ويبقى في المجتمع اطفال وشيوخ اي ان العمر المنتج هو المعرض أكثر للاصابة. كما ان هذا المرض يشكل خطرا اقتصاديا وعبئا كبيرا على الدولة لأن كلفة معالجة هذا المرض عالية جدا إذ تكلف 60- 70% من ميزانية الدولة اضافة إلى انه يشكل مشكلة اجتماعية فالإنسان المصاب يحرم من بعض الحقوق الاساسية كالتعليم والعمل ونسبة حضانة هذا المرض 15 سنة, فمن اين يستطيع هذا الإنسان ان ينفق ويعالج نفسه والمعالجة يجب ان تستمر لنهاية العمر, إذن خطره يهدد بنية المجتمع كاملة لانه من الامراض المدمرة للاسرة والإنسان مخلوق على صورة الله (كونوا قديسين كما أن أباكم قديس اي كونوا كاملين كما ان أباكم كامل). اخيرا تحدث الدكتور رمضان رمضان نقيب الاطباء قائلا: الدراسات العامة اثبتت ان الواقي الذكري يقلل من خطر الاصابة بالايدز وهذا ليس تشجيعا للزنا ولا لتسهيل الفاحشة فإن كان الإنسان سيقع بالحرام ماذا نستطيع ان نفعل? اذن حفاظا على حياته وحياة غيره نقول له: استعمل الواقي الذكري للأمان لأنه إن ابتلي الإنسان فهو ليس مسؤولا عن حياته فقط بل عن حياة الآخرين. أخيرا أقول ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته), نحن بحاجة إلى المناعة والمناعة تأتي من التربية الصحيحة لتتحول إلى مناعة ذاتية. وزارة التربية ووزارة التعليم العالي ووزارة الصحة ووزارة الأوقاف ووزارة الاعلام والمجتمع الأهلي والمنظمات الشعبية كل لابد وان يقوم بدوره لمكافحة هذا المرض وكلما كان التحدي أكبر كانت المواجهة اكبر.
|