و قال عدد من كبار القادة العسكريين الأميركيين خلال شهادة أمام مجلس النواب الأسبوع الماضي ان الحرب في العراق تتجه نحو الأسوأ وان كتيبة واحدة من أصل 119 كتيبة تابعة للجيش والأمن العراقي يمكنها العمل بنفسها في أوضاع قتالية من دون دعم الجيش الاميركي.
واقر الجنرالات الأميركيون في شهادتهم امام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الخميس الماضي بان كتيبة عراقية واحدة مستعدة للعمل مستقلة من دون دعم عسكري أميركي. كان هذا انخفاضا صاعقا للكتائب الثلاث التي كان الجنرالات الأميركيون قد اكدوا للكونغرس في شهادة سابقة انها جاهزة للعمل مستقلة. يتالف الجيش العراقي من 119 كتيبة .لكن شهادة الجنرالات تعني انه بعد عامين ونصف العام من الجهود الأميركية هناك 750 فقط من اصل 200 الف رجل يمكن الاعتماد عليهم للعمل واطاعة الأوامر بشكل مستقل في أوضاع قتالية.
وعلقت السناتور سوزان كولنز( جمهورية من ماين) عندما نسمع اليوم ان هناك كتيبة عراقية واحدة مؤهلة بشكل كامل فقط فلا يعد هذا تقدما .
وقال السناتور جون ماك كين (جمهوري من اريزونا ) للجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان المشتركة المنتهية ولايته واكثر الضباط الصقور الذين يعتمد عليهم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد في العراق لم تمض الأمور كما خططنا او توقعنا او حتى كما ابلغتنا جنرال مايرز .
وحاول الجنرال جون كايسي (قائد القوات في العراق) ان يبدو مطمئنا خلال ظهوره في برنامج واجه الصحافة على شبكة ان بي سي يوم الاحد وقال هناك قمم ووديان تمر عبرها , لكن الاتجاه العام جيد واضاف نحن مطمئنون بالتاكيد.
وفي اليوم نفسه ابلغ برنامج هذا الأسبوع على شبكة أي بي سي ان تدريب القوات العراقية يمضي قدما .
لكن هذا لم يكن ما قاله مع ضباط كبار اخرين للنواب صراحة بان القوات المسلحة العراقية لن تملك قدرة مستقلة لبعض الوقت .
وكما كتبت دانا بريست في صحيفة واشنطن بوست يوم امس الاول ليس غير عادي ان ترسل الإدارة القادة العسكريين الكبار لتوضيح او التحدث بشكل اكثر تفاؤلا عن العمليات بعد الشهادات امام الكونغرس او البيانات المستقلة للصحافة التي تبدو اكثر تشاؤما من موقف الإدارة.
ومعلقا على الشهادة امام الكونغرس قال انتوني كوردسمان الذي يتولى كرسي ارليغ بورك في مركز واشنطن للدراسات الدولية والإستراتيجية , و احد المحللين العسكريين الأميركيين الأكثر احتراما إذا كانت كتيبة واحدة تمتلك المستوى الأعلى من الجهوزية , ألا يعني ذلك انه وبعد سنتين ونصف السنة من جهود التحالف , فان اقل من واحد في المئة من 86900 رجل في الجيش العراقي لديهم المستوى الأعلى من الجهوزية? .
واضاف كوردسمان ان الانحدار في جهوزية القوات العراقية الذي ورد في الشهادة هو تراجع كبير للولايات المتحدة .وتابع توقعنا ان نكون احسن كثيرا اليوم , ليس فقط لناحية الجهوزية الأعلى , لكن لناحية الدرجة الثانية من الجهوزية .
وقال الجنرالات ان الجيش العراقي يضم اليوم 35500رجل مدربين ومجهزين لكن لا يعرف كم منهم يصنف ضمن الفئتين الأعلى جهوزية.
واضاف الجنرالات ان نحو 68800 رجل في قوات الشرطة النظامية العراقية مدربون ومجهزون. لكن كوردسمان شكك في ذلك وقال لدينا تقارير عن مشاكل كبيرة في قياس فاعلية رجال الشرطة وفي ايصالهم الى مستوى الجهوزية المطلوب .
واشار كوردسمان الى مشاكل كبيرة في تجهيز الفرق الاستشارية الأميركية والحليفة لوزارتي الدفاع والداخلية? واضاف ان مشاكل أخرى لم تعالج في بناء القوات العراقية منها نقص المعلومات عن نسب فرارهم وغيابهم ,والتي يعتقد انها عالية ومتنامية.
وكما ينتقد الصقور الجمهوريون مثل السناتور ماك كين بشدة وعلانية سياسة الادارة في العراق , فان للجماعات الديمقراطية مواقف اقوى في الدفاع عن انسحاب كبير او كلي للقوات الأميركية من العراق .
يوم الجمعة الماضي اصدر مركز ابحاث مؤثر وممول جيدا وعلى صلة قوية بادارة الرئيس الاسبق بيل كلينتون تقريرا امنيا جديدا يقول فيه انه يجب سحب القوات الأميركية بشكل كامل بحلول نهاية .2007
ويحمل التقرير عنوان : اعادة انتشار استراتيجية: خطة تقدمية للعراق والنضال ضد المتطرفين العنيفين . كتب التقرير لورانس كورب وبريان كاتوليس وصدر عن المركز من اجل تقدم أميركي ,وهو مركز ابحاث كبير في واشنطن يديره جون بوديستا رئيس اركان البيت الابيض في عهد كلينتون.
وقال كورب الزميل الكبير في المركز والمساعد السابق لوزير الدفاع في ادارة ريغان للصحافيين بحلول نهاية 2006 يجب ان تكون الولايات المتحدة سحبت 80 الفا من قواتها ويجب ا ن تعلن بعد الانتخابات العراقية المقررة في كانون الاول انه يتوجب علينا ان نكون خارج العراق بحلول نهاية 2007 .
واضاف يجب ان تبقي الولايات المتحدة بعض القوات في العراق و في الخليج على سفن اميركية .