مفاوضات انضمام تركيا الى الاسرة الاوروبية وقد رحبت انقرة بهذا الاتفاق ورأت بانضمامها للاتحاد تمثيلا للعالم الاسلامي في اوروبا .
اذا تجاوزت اوروبا ماعصف بها من خلافات خلال الساعات الاخيرة من اطلاق مفاوضات انضمام تركيا والذي اعتبرته الاخيرة تحولا تاريخيا وان اقرت بان المسيرة ستكون طويلة وشاقة إذ مازال امام انقرة 10 سنوات على الاقل لتحظى بعضوية الاتحاد الاوروبي.
وقد رحب وزير الخارجية التركي عبد الله غول بانطلاق المفاوضات واعتبرها نقطة حاسمة في تاريخ بلاده .
وأبدى غول ثقته في أن تتغلب أوروبا على الشك الذي يعتريها حول تركيا, وكانت الإشارة واضحة إلى أن بلاده لا تستجدي صدقة عندما قال إن أنقرة ستستخدم لهجة قاسية إذا تطلب الأمر .
وأقر غول بأن الطريق سيكون طويلا أمام بلاده, لكنه اعتبر أن المهم هو أن فرصة انضمام تركيا التام واضحة للغاية ورأى فيها ممثلة للعالم الإسلامي في أوروبا, مجددا رفض فكرة الشراكة المميزة بديلا عن العضوية كما أصرت النمسا قبل أن تغير رأيها في آخر لحظة.
كما كان واضحا أن غول أصر على أن يظهر غضبه من الشك الذي يساور بعض أعضاء الاتحاد عندما مضى إلى مقعده وتفادى مصافحة وزيرتي خارجية النمسا وقبرص التي لا تعترف بها تركيا رغم أنها عضو كامل الحقوق في الاتحاد الأوروبي.
ورغم ذلك اعتبرت وزيرة خارجية النمسا أوزولا بلاشنيك أن لقاء لوكسمبورغ كان ناجحا فالمرء لا يمكن أن يحصل دائما على ما يريد . ورغم شك النمسا وفرنسا التي قال وزير خارجيتها فيليب دوست بلازي إن كل بلد في الاتحاد يحتفظ بحق تعليق المفاوضات في أي نقطة , فإن دعم ألمانيا وبريطانيا كان واضحا في المقابل. فقد صرح وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بأن كل توسع شهده الاتحاد الأوروبي كان مفيدا للاتحاد والعضو الجديد .
واعتبر سترو أن الاتحاد الأوروبي مبني على القيم وليس التاريخ فقط قائلا إن تركيا كانت دوما دولة أوروبية, وإن توقع أن يكون الطريق طويلا أمامها, وهو طريق قد لا يستغرق أقل من عشر سنوات. غير أن سترو ذالذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي حاليا- حث تركيا على المضي قدما في الإصلاحات وتعزيز استقلال القضاء وتحسين وضع الحريات الأساسية وضمان سيطرة مدنية على الجيش, وإصلاح ترسانتها القانونية لتتماشى مع قوانين الاتحاد الأوروبي.
وإضافة إلى تركيا ينتظر أن يبدأ الاتحاد مفاوضات الانضمام مع كرواتيا بعد أن أقر وزراء خارجيته أنها أصبحت ملتزمة بالشرط الرئيسي وهو التعاون كليا مع محكمة جرائم الحرب الدولية بشأن يوغسلافيا السابقة بناء على تقرير إيجابي من رئيستها كارلا ديل بونتي.
وفي انقرة اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس ان بدء مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي يشكل بداية معركة كبيرة لترسيخ الديموقراطية في البلاد.
وقال اردوغان ان هدفنا المثالي هو ان تحتل تركيا مكانتها بين الدول الديموقراطية والحرة والمتقدمة. والاتحاد الاوروبي هو الطريق الافضل لبلوغ هذا الهدف.