قدم المؤتمر 14 جلسة عرضها 50 باحثا ً من مختلف الجنسيات العربية والاجنبية جميعها تتحدث عن كيفية اعادة قراءة تاريخية لتاريخ الحكم العثماني في بلاد الشام عموماً وولايتي دمشق وحلب خصوصاً وما رافقتهما من تغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية, جاء هذا المؤتمر نتيجة لدعوة د.خالد آرين للسيد الرئيس اثناء زيارته التاريخية للمركز في استانبول.كيف ندرس التاريخ العثماني
يقدم الدكتور طوفا بوزبيتيار في جلسته بعنوان كيف ندرس تاريخ الحكم العثماني في بلاد الشام .
أهم ما جاء فيها ا ن العهد الحديث بدأ منذ الاحتلال الفرنسي لمصر 1778 وحتى 1818 فالقوتان العظميان في تلك الفترة الفرنسية والانكليزية حاربتا ضد العثمانيين في منطقة بلاد الشام تم قراءة هذه الاحداث بنظرة الكتاب الغربيين المعتمدين على الارشيف الفرنسي والانكليزي بمنظور اوروبي فالتاريخ كتب هنا من منظور الاخرين وليس من منظور المنطقة نفسها.
وما قدمته الباحثة الالمانية ( فيرينا دايبر) في معهد الآثار الالماني منذ 2002 وتجري بحثاً لتحضير رسالة دكتوراه حول تاريخ البناء والبنية التحتية لمدينة دمشق في القرن 18 عنوان محاضرتها (تأثير كارثة طبيعية على المباني العامة والبنية التحتية في مدينة عثمانية كبرى): ان الزلزال الذي ضرب سهل البقاع عام 1173/1759 مثال واضح على اعادة اعمار ما خلفه هذا الخراب الهائل الذي نجم عن كارثة طبيعية حل بدمشق, وبعد نصف قرن من محاولات الاصلاح الاولى التي قامت بها الدولة العثمانية 1708 و 1758 وتفاقمت الاحوال غير المستقرة اساسا بسبب هذه الحادثة بعد فترة حكم الوالي الدمشقي اسعد باشا العظم 1743-.1757
المجتمع الدمشقي
اما الدكتور مهند احمد مبيضين المدرس لمواد التاريخ والحضارة الاسلامية في جامعة فيلادلفيا بالاردن يقول: هذه الجلسة تسلط الضوء على العلاقة بين المسلمين وغيرهم في مجتمع مدينة دمشق خلال القرن 18 الميلادي اذ تكشف عن طبيعة التعايش الاسلامي المسيحي في حاضرة عربية ( دمشق ) وتسعى الدراسة لبيان الاحكام الفقهية لامكانية تقييم اوضاع غير المسلمين ومدى قبولهم ورفضهم في مجتمع كان يوصف بأنه متعدد في وقت كان النفوذ الغربي يجد طريقه ومبرراته في الدولة العثمانية تحت ذريعة حماية الاقليات .
حريق الأموي
وقدم الدكتور طلال عقيلي ورقة بعنوان ( طريق الاموي) 1311-1893 هو استاذ العمارة بكلية الهندسة في جامعة دمشق: يعود شكل الجامع الاموي الحالي في كثير من تفاصيله الانشائية والمعمارية والتزيينية الى عملية اعادة البناء والترميم التي تمت اثر الحريق الهائل الذي عصف بالجامع سنة 1893 والذي كان احد اكثر الكوارث دماراً وضرراً على الجامع وعملية اعادة البناء احدى اكثر العمليات تعديلاً في صورة الجامع .
والجدير ذكره ان جميع الابحاث التي عرضت في المؤتمر كانت مصادرها من وثائق الارشيف العثماني في المركز آرسيكا .
فتح الارشيف العثماني
د. فيصل الكندوي: تأتي اهمية المؤتمر من عرض لأوراق تقدم لأول مرة وهذا اعطى فرصة حقيقية للحوار ويعتبر حلقة جديدة ففي فترة مميزة بين الطرفين السوري والتركي .
في الماضي كانت تطلق صيحات الباحثين العرب لفتح الاتراك لأرشيفهم ولحسن الحظ منذ عام 1989 قام الاتراك بفتح الارشيف وما يحزنني ان قلة من الباحثين العرب يقومون بهذه الدراسات بينما نرى الاوروبيين واليهود واليابانيين يتعلمون اللغة ويدرسون التاريخ التركي.
التوصيات..
واهم التوصيات التي جاءت في ختام المؤتمر :
1-طباعة البحوث التي قدمت في المؤتمر لتمكين الذين لم يحضروها ان يقرؤوها مكتوبة وموثقة, لأن ما القي هو نموذج عنها
2-في الارشيف التركي بدايات المحاكم الشرعية كتبت باللغة العربية نتمنى على ارسيكا ان تعطي نسخة الينا قبل ان تتحول الى التركية ليتاح للباحثين السوريين قراءتها .
3-ان يصبح مؤتمر بلاد الشام للفترة العثمانية دوريا
4-ان يكون هناك ورشات عمل اصغر لا يحضرها اكثر من 30 شخصاً بحيث يستطيعون الحضور والمناقشة بطريقة افضل.
5-وطريقة الحديث عن الافكار المطلقة مثل الاستقلال والحرية وكيف تنفذ الافكار الى الناس .