في بداية الحفل الموسيقي في دمشق أبدى العازفان سرورهما للمشاركة في مهرجان طريق الحرير و شكر كل منهما الحضور متمنيان للجمهور أمسية ممتعة.
كانت المقطوعة الأولى لرينولد غليير و هو مؤلف روسي معاصر وتتألف المقطوعة من ثماني حركات متسلسلة تنوعت بين رقصة ريفية فرنسية و قصيدة غنائية إيطالية و لحن حر و آخر سريع .
أما في القسم الثاني من الحفلة فقد كان عبارة عن عزف منفرد لجوليان ديودوغار عزف فيها مطلع للمقطوعة الثالثة ليوهان سباستيان باخ من العصر الباروكي و قد أشار جوليان قبل أن يعزف المقطوعة أن باخ حوّل آلة الكمان من آلة نغمية ميلودية إلى آلة متعددة الأصوات و أن هذه المقطوعة كانت مخصصة لآلة الأرغن .
بعد مقطوعة سبيستيان باخ عزف جوليان مقطوعة لنيكولو باغانيني المؤلف الذي تميز بتنويع الأصوات التي تخرج من الكمان و تقليد أصوات الآلات و الحيوانات فكانت المقطوعة التي عزفها جوليان هي ( الضحكة ) حيث يمكننا ملاحظة إتقان جوليان التعامل مع آلته الكمان فقد شكّل معها كلاً واحداً فكانت الضحكات تخرج من آلته و ترتسم على ملامح وجهه حتى أن الجمهور تأثر بذلك و بدأ بالابتسام .
ثم التنقل جوليان لعزف سوناته رقم6 ليوجين أساي و هو مؤلف بلجيكي حافظ كذلك على تعددية و تنوّع الأصوات في الكمان.
و بعد استراحة قصيرة انفرد سباستيان فان كيجك على آلة التشيللو ليعزف سوناته رقم25 للمؤلف بول هيندميت وهو مؤلف ألماني و أمريكي الجنسية .
كانت السوناته مؤلفة من خمس حركات كل حركة تمثل جهة من جهات الإنسان
إلا أن سباستيان أبدى انسجاماً واضحاً مع آلة التشيللو فبالإضافة إلى أنه كان يحضنها بشغف شكل معها كلاً يفيض إحساساً .
أما في القسم الأخير من الحفلة عاد العازفان ليلتقيا معاً في مقطوعة لموريس رافيل الذي برز في نهاية القرن التاسع عشر و بداية العشرين إلا أن له تأثيراً كبيراً في تاريخ الموسيقا. أهدى رافيل هذا العمل لكاود دوبوسي المؤلف الفرنسي الكبير الذي توفي قبل قليل من كتابة العمل .