وهو الغذاء الذي يتناوله أكثر من 90% من الناس, وهناك جهل كبير في زراعته تتركز في مجالين الأول أن الفلاح يعتقد أنه عند الزيادة أوالاسراف في الري سيعطيه إنتاجاً أكبر والثاني أيضاً عند زيادة كمية السماد البوتاسي المستخدم في هذا النوع من الزراعة, يعتقد أنه سيزيد من إنتاجه وبالتالي سيحقق مردوداً أكبر بالإنتاج وربحاً أكبر بالمال وفي كلا المجالين تكمن المشكلة.
هنا دور الصحافة ليس فقط الإشارة إلى موضع الخطأ وإنما البحث عن الحلول وتوعية الناس ونظراً لأهمية هذا الغذاء المهم التقينا مع الدكتور يوسف الذي قال:
إن التفكير بحل هذه المعادلة المعقدة مع ندرة المياه لاعطاء نفس الإنتاج الذي يقابل الزيادة السكانية, فالبحث له اتجاهان المحافظة على الإنتاجية والمواصفات الخاصة بالمحصول وبنفس الوقت كيف يمكن أن نقلل كمية المياه المستخدمة في الزراعة.
جرى هذا البحث في مركز البحوث المائية التابعة لوزارة الري والموارد المائية في مصر, الهدف الأساسي للبحث أن نقلل المياه واعطاء النبات حاجته فقط من المياه دون الاسراف.
وعنصر البوتاسيوم له دور مهم وحيوي داخل النبات لأنه يساعد على تقوية جذر الخلايا الخاصة بالنبات وبالتالي يقلل من النتح وعندما يقل النتح في النبات يعني النبات يمتص كمية قليلة من الجذور.
وبالتالي استخدام عنصر البوتاسيوم يقلل النتح ويقلل كمية المياه بنفس الوقت وبهذه المعاملة بالزراعة نكون قد وفرنا مياها كثيرة وحافظنا على كمية الإنتاج والجودة في محصول البطاطا.
- ما نسبة التوفير التي حصلت عليها?
أجرينا أربع معاملات أقل معاملة استخدمت كانت 20% من الماء الميسر داخل التربة وقد استخدمنا معها البوتاسيوم 48 كغ للفدان/ الفدان=4200م2/ واستخدمنا 96 كغ بوتاسيوم للفدان وحصلنا على نفس كمية الإنتاج لو استخدمت ري بالغمر (العشوائي) أو بدون حسابات.
وهنا وصلنا في هذا الصنف إننا وفرنا كمية مياه تكفي لزراعة مساحة ثانية تقدر بحوالى /مليون فدان/ وهنا حافظنا على الموارد وندرتها وبالتالي نحن لو طبقنا نفس الاسلوب على الزراعات الأخرى ممكن أن ندخل أراضي جديدة بالاستثمار وبنفس الماء المتوفر لدينا.
عدا عن المشكلات السياسية التي تتعرض لها المدن التي تعبر منها الأنهار وليس لديها مصادر أو ينابيع رئيسية غير المياه القادمة من البلدان المجاورة مثل السودان مع السودان وسورية مع تركيا.
في مجال محصول البطاطا أجرينا بحثاً حول التلوث الزراعي نتيجة التسميد الكيميائي بعدما لاحظنا أن هناك مشكلة بدأت تظهر في مصر وبعض الدول العربية أن الناس بدأت تصاب بأمراض كثيرة نتيجة التلوث الموجود في داخل المواد الغذائية والموجودة بالتربة والهواء فكان علينا كباحثين التوصل إلى مرحلة نقلل فيها من نسبة التلوث الموجودة في الهواء والمياه والنبات.
وسعينا لاستخدام التسميد الحيوي للتخلص من هذه المشكلة وذلك باستخدام بكتريا الأزوسييريلام وبنفس الوقت نستخدم بكتريا مذيبة للفوسفور الموجود بالتربة.
- ما الخطر الذي يحدثه التسميد الكيميائي?
نحن قلنا إننا نسمد نترات -نترات النشادر -نترات الامونيوم -اليوريا.. وهي أسمدة كيميائية نتروجينية التي تستخدم بالزراعة والتي تلوث البيئة والتربة والنبات وهي المشكلة وخاصة في محاصيل الخضر والذي يدخل مباشرة إلى جسم الإنسان والنترات عند دخولها الجسم تتحد مع الاوكسجين الموجود في هيموغلبين الدم فيصبح ناقص الاوكسجين.
وبالتالي فإن الهيموغلبين ليس له القدرة على نقل الاوكسجين الذي يتنفسه الإنسان والذي بدوره يتوزع على كافة اجزاء واطراف جسم الإنسان وبهذه الحالة يصبح الإنسان يحس بضيق تنفس وهو غير قادر على تنشيط الدورة الدموية.
كذلك تراكم النترات داخل جسم الإنسان يكون مركباً اسمه ميسيوغلوبينا وزيادة نسبة هذا المركب يؤدي إلى حدوث السرطانات داخل جسم الإنسان لذلك علينا أن نفكر بكيفية استخدام الأسمدة الكيميائية.
وهنا في سورية يهتم الأهالي بالسلطات, والخضار بالذات مليئة بالتلوث كونها تتناول طازجة ودورة زراعتها قصيرة مثل الخس والجرجير والبقدونس والملفوف..الخ.
وهي محاصيل جذرية تحت سطح التربة مثلها مثل البطاطا والجزر لها القدرة على امتصاص النتروجين بكميات عالية جداً لذلك نحصل على مادة مليئة بملوثات يأكلها الناس فإذا أحللنا التسميد العضوي محل الكيميائي نقلل بذلك كثيراً من التلوث ونحافظ على صحة الناس.