إنسان» و»دراسة رأس»، وقد نفذها بواسطة اللطخات العريضة، مبرزاً لون لحم الجسد البشري ببراعة نادرة.
ولد فان ديك عام 1599 في عائلة أرستقراطية من عوائل مدينة أنفر الهولندية. فقد والدته صغيراً، وتلقى علومه الأولى في بلدته، ودخل محترف الفنان فان بالين وكان ما يزال في العاشرة من عمره، وتركه وهو في السابعة عشرة. في تلك الأثناء كان الفنان روبنز يسيطر على الفن الهولندي، لذلك كانت أعمال ديك الأولى متأثرة بفن روبنز. وفيما بعد حاول التخلص من هذا التأثر، وتوجه إلى رسم مجموعة من اللوحات منها «استشهاد سيباستيان»، وبرع في رسم الوجوه، التي ميزته كفنان فيما بعد.
رحل عام 1621 إلى إنكلترا، وبقي فيها عدة أشهر، ما لبث أن عاد لأنه أخفق في أن يكون فناناً فريداً، بسبب شهرة الفنان ماتين فيها. لم يطل استقراره في أنفر، إذ سافر إلى إيطاليا، باعتبارها مركز العالم الفني آنذاك. وصل إلى جنوا في العام نفسه واشتهر مصوراً للوجوه الأرستقراطية فيها، ومنفذاً لعدد من جداريات الكنائس. أكمل سيره إلى روما في العام التالي. ومن ثم سكن في فينيسيا، وبقي فيها سنتين. عمل خلال هذه المدة في لوحات مثل «سوزان والعجزة» و»الأعمار الثلاثة لرجل»، وشرع بدراسات على لوحات روبنز ومنها «عذابات».
رحل في عام 1624 إلى مارسيليا الفرنسية، وبقي فيها حتى عام 1627، وعاد إلى أنفر من جديد، بعد أن تلقى طلبات ضخمة لتصوير الوجوه.
أصبحت شهرة فان ديك على مستوى أوروبا كلها، بعد أن نشر مجموعة من لوحات الأيقونات واللوحات الزيتية منها «شارل الأول في الصيد».
سافر إلى لندن عام 1632، وهناك وهبه الملك رتبة «المصور الأهم»، وعمل هناك على ديكور سجادة كبيرة في صالة بانكويست في وايت هول. تزوج من امرأة إنكليزية. زار بروكسل، ثم عاد إلى أنفر، ومنها ذهب إلى باريس، وأنهى أسفاره في لندن حيث مات بعد إصابته بمرض عضال عام 1641، وقد ترك وراءه 400 لوحة وعمل فني، ما زالت محفوظة في متاحف العالم: هامبورغ، لندن وغيرها.
okbazeidan@yahoo.com