تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الجامعات السورية ترعى طلبتها حتى خارج أسوارها

جامعات
الثلاثاء 16-4-2013
آنا عزيز الخضر

الجامعة السورية كغيرها من المؤسسات الوطنية، تلك التي تقوم بدورها الوطني في مواجهة الأزمة التي تطاولت على كافة القطاعات والمجالات بما فيها التعليمي، والذي يخيف هؤلاء الظلاميين أكثر من أي شيء آخر، فكانت الجامعات السورية احد الأهداف،

الذي وصل الإرهاب إليها عبر تفجيرات وسقوط قذائف هاون، أودت بحياة الكثيرين من الطلبة، و رغم ذلك كان الرد الشجاع واضح للعيان،وهو الاستمرار في الدوام ومتابعة المحاضرات والتحدي والمثابرة، بل أن الجامعات السورية بطلابها و أساتذتها، لم تتوقف بل تابعت فعالياتها في كل الاتجاهات ومنها الثقافية، التي تسعى إلى توعية الطلبة بالشكل المدروس، وكان أهم تلك الفعاليات في الفترة الأخيرة، وقد لفتت الأنظار بمحاورها و موضوعاتها و حواراتها، هي ندوة (الثلاثاء الاجتماعي)التي استمرت على مدى أسابيع، وقد أقامها قسم علم الاجتماع ـ كلية الآداب والعلوم الإنسانية بدمشق،وأكد عميد كلية الآداب الأستاذ(خالد الحلبوني)، أن الندوة تهدف إلى فتح باب الحوار والتواصل والاتصال بين الطلبة والأستاذة خارج أوقات المحاضرات ،وهذا يعني أن الجامعة السورية تهتم بطلبتها داخل الجامعة وخارجها.‏

كما أشارت الدكتورة(أمل دكاك)رئيسة قسم علم الاجتماع إلى أهمية جامعة دمشق، في رفد المجتمع على الدوام بالكوادر الريادية من مثقفين وعلماء ومفكرين، والذين كان لهم دورهم الهام ومساهماتهم في بناء الحضارة الإنسانية ككل، ولفتت إلى أهمية النهوض بالعلم وتعزيز الوعي المجتمعي للنهوض بسورية،‏

كما عملت الندوة على أهداف متعددة، لم تقف عند توعية الطلبة و محاولة تثقيفهم في قضايا جوهرية وطنية فقط، بل المتابع لها يلحظ أنها تدخل ضمن خطة متكاملة، تسعى إلى خلق شاب واع في كل مناحي الحياة، كما تسعى إلى تحصينه ضد أي فكر دخيل، فكان للفعالية دورها في ترسيخ ثقافة الحوار والنقاش، ولفت نظر الطلبة إلى إعادة النظر في تبعات إشكالات عدة، يفترض تجاوزها في السياق الاجتماعي أيضا، وذلك من خلال المحاور المتعددة والعناوين التي طرحت، حيث خصص في كل ثلاثاء قضية مختلفة، لتقوم الجامعة من جهة أخرى بدورها تجاه طلبتها حتى خارج الدراسة، فتلتصق أكثر فأكثر بقضايا المجتمع المتنوعة.‏

و قد شارك في الندوة نخبة من الأساتذة الجامعيين و المفكرين و المغتربين، فأغنوا المواضيع، ونوقشت قضايا وطنية وثقافية واجتماعية، فكانت إحدى الندوات حول(الجولان الانتماء والحضارة والأصالة)، وقد تحدث الدكتور (أسعد ملي ) عن موقع الجولان الهام و ثرواته، كما اهتم الدكتور (محمد العبد الله) بالتاريخ المشرق لنضال أهالي الجولان ضد المستعمر الفرنسي، كما تم التعمق بالحديث عن نضال أهله في الوقت الحالي والوقوف في وجه المشاريع الصهيونية.‏

وكانت إحدى الندوات حول(المواطنة والهوية)، تحدث فيها الدكتور(عبد النبي اصطيف) أستاذ في قسم اللغة العربية و باحث، فتعمق بخصوصية الهوية السورية، وتنوع النسيج الاجتماعي، الذي يؤهل بقاء الأبواب مشرعة للتطوير والتغيير، وبما يفسح المجال للانسجام والتمسك بالهوية، وأكد الدكتور(اصطيف) أن أكثر ما يحفظ الهوية السورية، هو التعليم و التمسك بالمعرفة و الثقافة،‏

أما الدكتورة(أيسر ميداني)ـ رئيسة مجلس أمناء شبكة نوستيا للعلماء والتقنين والمبدعين السوريين في المغترب، وخبيرة في العلوم والكيمياء، فقد تحدثت حول(الاغتراب والهوية)، و أكدت أن ما تتعرض له سورية، هو بهدف السيطرة على ثرواتها، وحفظ أمن إسرائيل، وأشارت أن سورية تتمتع بأجواء ديمقراطية،وبأجواء فيها الحرية والاعتراف بالآخر أكثر بكثير من الدول التي تتشدق بهذه المفردات، بينما هي تنتهج سياسات عنصرية في بلدانها،‏

أما ندوة (القيم و الشباب و دورهم الفاعل في حياة المجتمع)تم مناقشتها من قبل أساتذة جامعين،مثل الدكتورة (ليلى داود)والدكتور(هاني عمران)والدكتور( بلال عرابي)،وقد أكدوا جميعهم على أن ترسيخ القيم الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية المتوازنة، هي مسؤولية المجتمع بأكمله، بدءا من الأسرة إلى الجامعة إلى الإعلام وغيره، وذلك حتى ينشأ جيل واع قادر على تحمل المسؤولية، خصوصا و قد تسربت قيم غريبة طارئة على حياة الشباب، والتي يروج لها بحكم مخططات خارجية، تبعدهم عن انتمائهم الحقيقي،حيث أجمعت المداخلات كافة على أهمية ارتقاء القيم سلم الأولويات،مثلما برهنت الأزمة.‏

ومن جهته أكد الدكتور (بلال عرابي) أن أهمية معرفة قيم الشباب، تعطي صورة واضحة عن آليات تفكيرهم، وأن مصادر قيمهم في مجتمعنا مختلفة، وقد أشار الدكتور عرابي إلى أن التعليم يتحمل مسؤولية تشكيل القيم العقلانية، التي يحتاجها الشباب، لافتا إلى ضرورة الاهتمام بالخطط التنموية بحيث ينظر إلى التعليم باعتباره هدفا تنمويا، و ليس خدميا.‏

ولابد من الذكر بأن تلك الندوات أثارت الكثير من النقاشات البناءة والحوارات،وشارك الكثير من الطلبة الجامعين بآرائهم وأسئلتهم ،هذا وقد شدت ندوة (الثلاثاء الاجتماعي )طلبة الجامعة بطروحاتها المتميزة وآليات حوارها، من داخل كلية الآداب و خارجها.‏

وقد أكدت الطالبة (بشرى الأسعد)كلية العلوم على أن هذه الفعاليات الثقافية تمتلك المعاني الكثيرة،فقالت: تشير هذه الفعاليات الثقافية إلى إرادة الإنسان السوري، وسعيه إلى تجاوز الصعاب والأخطار بعقلانية، هذا عدا عما حملته تلك المحاضرات من أفكار متميزة ،تحمل التثقيف للطلبة والتوعية،خصوصا في مثل هذه الظروف، حيث تلفت نظره إلى أهمية الثقافة ،لتكون صمام الأمان الدائم في مواجهة الأخطار، أما (نور جوهر)ـ سنة ثالثة تربية ـ قالت: الأجواء التي خلقتها الندوة هامة جدا، ومشجعة على التعليم و العمل والمبادرة كما التحدي، و توجيه الطلبة إلى التمسك بمبادئ ثقافية و اجتماعية ضرورية لهم، حتى يحصنوا أنفسهم بكل المعاني، ويجسدوا بالتالي الدعم الحقيقي للدفاع عن قضية الوطن، وقد رأينا، كيف التبس الأمر على الكثير من الجهلاء في الأحداث الأخيرة، رغم أن كل ما يحصل يصب في مصلحة أعداء الوطن،وقد برهنت الأزمة أن الجهل يتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى في كل ماحصل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية