|
|
المعركة مستمرة .. مجتمع عبر احتلال الارض والانسان والسيطرة على مقدرات وثروات الشعوب بعد سلبها حريتها وارادتها وسيادتها كما حال الكثير من الدول العربية وبعض دول العالم . لقد رسم الجلاء حاضر ومستقبل سورية وصنع تاريخها بحروف من ذهب ، كما انه شكل قاعدة الانطلاق الاساسية لانتصارات السوريين وانجازاتهم ، وكذلك الركيزة والدعامة الصلبة التي شيد فوقها الشعب السوري كل طموحاته واحلامه التي تحققت بفضل وحدته وصموده واصراره على الحفاظ على ارضه وسيادته وارادته وجلائه العظيم . مابين معركة جلاء الامس ومعركة اليوم متشابهات ومتقاطعات كثيرة تلتقي جميعها عند تكالب دول الاستعمار التي تلطت خلف شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان لتحقيق وتنفيذ مشاريعها وطموحاتها الاستعمارية في المنطقة ، غير ان المتشابه الابرز كان ولايزال هو صمود ووعي ووحدة شعبنا بوجه تلك المؤامرات والمشاريع والمخططات الاستعمارية والذي يعيد كتابة التاريخ مجددا عبر تضحيات وبطولات ابنائه . لقد كان الجلاء ثمرة نضال طويل استمر لاكثر من ربع قرن بذل خلاله شعبنا العظيم الغالي والنفيس ،حيث كانت المواجهة الاولى مع المستعمر في معركة ميسلون صبيحة 24 تموز1920 بقيادة الشهيد البطل يوسف العظمة الذي سطر ورفاقه أول وثيقة بالدم في سفر الجلاء العظيم وفتحوا الباب واسعا أمام مقاومة الاحتلال حيث شهدت سورية خلال ربع قرن من الاحتلال الفرنسي أكثر من ثلاثمائة ثورة ضد المحتل طالت معظم المدن والمحافظات السورية بدءا من أقصى الشمال في حلب والجزيرة ومرورا بالساحل السوري ودمشق وريفها وانتهاء بالجنوب في حوران وجبل العرب ، ليثبت السوريون كما كل مرة أن إرادة المقاومة لايمكن أن يكسرها الاحتلال مهما بلغ من قوة وجبروت .
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
