|
|
عيد الجلاء .. رمز الحرية والسيادة والوفاء للوطن شؤون سياسية والذي كان ثمرة تضحيات ومقاومة المحتل الفرنسي بكل شجاعة وعلى امتداد ساحات الوطن حيث سطر السوريون ملاحم البطولة والفداء وحب الوطن توجت بإرغام المحتل البغيض على جر أذيال الهزيمة والعار من أرض الوطن لترفرف راية الاستقلال في سمائه ليكون ذلك اليوم العظيم عيداً وطنياً يفتخر به الشعب السوري وتعتز به الأجيال القادمة. لم يهنأ المستعمر الفرنسي خلال وجوده في سورية فما إن افتضحت خفايا أسرار اتفاقية سايكس بيكو التي جعلت سورية تحت الانتداب الفرنسي حتى تحولت سورية إلى جذوة لاهبة من المقاومة والنضال وانفجرت الثورات على امتداد خارطة الوطن حيث شارك فيها جميع أبناء الوطن بكل أطيافهم وشرائحهم متوحدين في النضال تحت راية نيل الحرية والاستقلال. وبدأت هذه الثورات ومقاومة المحتل في عام 1920 بمعركة ميسلون التي شكلت الشرارة الأولى لمقاومة المحتل ونيل الاستقلال حيث استشهد فيها البطل يوسف العظمة ورفاقه وتتالت الثورات فكانت ثورة الساحل والشمال وجبل حوران وجبل العرب والزاوية وغيرها من الثورات التي توجت بالثورة السورية الكبرى والتي قاومت جميعها خطط الاستعمار وسياسته التي اعتمدت على مبدأ فرق تسد ولكنه فشل في ذلك نتيجة وعي وتلاحم الشعب السوري وكانت أسماء الأبطال من قادة الثورات مثل صالح العلي وسلطان باشا الأطرش وابراهيم هنانو وأحمد مريود وحسن الخراط وغيرهم من أبطال سورية كانت تؤرق المحتل الفرنسي. وللتدليل على سياسة التضليل التي اعتمدها المحتل الفرنسي لنكران مقاومة الشعب السوري نذكر بما كتبه هنري بوردو في إحدى الصحف الفرنسية حيث كتب « إن سورية كانت هادئة وساكنة في عهدي الجنرال غورو والجنرال فيجان ولكن الجنرال ساراي رد على الكاتب الفرنسي بالقول: إن هذا الكاتب يجهل كل شيء أو يكذب فقد قامت في سورية 35 ثورة دفن فيها من الجيش الفرنسي 5 آلاف بين ضابط وجندي الأمر الذي يكشف حجم المقاومة التي زلزلت الأرض تحت أقدام المستعمر الفرنسي وحجم خسائره الفادحة وكان ذلك إقراراً واضحاً باللحمة الوطنية التي يعيشها الشعب السوري وتوحده أمام المخاطر والتحديات الخارجية واستطرد أن السوريين لايمكن أن يحنوا هاماتهم لعدو أو متآمر مهما قدموا من التضحيات وأن بقاء المستعمر أو المتآمر على أرض سورية أمر محال. السابع عشر من نيسان عيد الأعياد لدى الشعب السوري يأتي هذا العام وسورية بحاجة إلى استحضار المزيد من قيم الجلاء الوطنية حيث يتعرض الوطن لأكبر مؤامرة كونية تستهدف النيل من استقلال سورية والقرار الوطني المستقل والثوابت الوطنية والقومية مؤامرة تحيكها القوى الاستعمارية وفي مقدمتها فرنسا وتركيا والولايات المتحدة الأميركية الذين يعيشون أو ينتابهم هاجس العودة إلى الماضي البغيض عهد الاستعمار العثماني و الانتداب الفرنسي، ولذلك عمدوا إلى حياكة المؤامرات و المخططات العدوانية لإضعاف سورية عبر بث الفوضى وارتكاب الجرائم والمجازر التي طالت البشر و الحجر مستخدمين بذلك أدوات رخيصة من عصابات الغدر و القتل التي استقدموها من شتى أصقاع العالم و بعض النفوس الضعيفة من السوريين بعد أن قدموا لهم المال والسلاح ووفروا لهم مراكز تدريب وإيواء وسهلوا دخولهم إلى الأراضي السورية وزودوهم بمراكز البحوث العلمية و بنك الأهداف العسكرية حيث طالت جرائمهم مراكز الجيش العربي السوري ودفاعاته الجوية كما استهدفت الكوادر العلمية ورجال الدين والمدارس والجامعات والمنشآت الاقتصادية في محاولة مفضوحة لتدمير بنيان الدولة تمهيداً لإضعافها والسيطرة على قرارها التقسيمي و ضماناً لأمن الكيان الصهيوني. لقد أكد الشعب السوري وعلى مدى عامين من عمر الأزمة المفتعلة والحرب الكونية على سورية أن قيم الجلاء ما زالت ساطعة وتتجلى اليوم بأبهى صورها من خلال الوفاء للوطن و الذود عنه والصمود الأسطوري في وجه عصابات الغدر والعدوان المدعومة من قبل المتربصين شراً بسورية و شعبها ولا سيما القوى الاستعمارية الغربية و حكومة أردوغان العميلة ومشايخ وأمراء النفط والدولار حيث تمكن السوريون الذين توارثوا من أبائهم وأجدادهم القيم الكبرى لمعاني المقاومة والفداء والدفاع عن الوطن من إفشال المخططات و المشاريع الاستعمارية المعادية لسورية عبر تمسكهم بقيم الجلاء ومفاهيم الاستقلال والتأكيد على رفض التدخل الخارجي والتمسك بالوحدة الوطنية و الالتفاف حول قيادتهم الحكيمة و جيشهم العربي السوري البطل الذي سطر ملاحم في اجتثاث الإرهاب و ملاحقة فلول الإرهابيين أينما وجدوا. إن الشعب السوري الذي يملك حضارة أصيلة والذي صنع الجلاء بتضحيات أبنائه وأسقط الأحلاف الاستعمارية وفجر ثورة الثامن من آذار وخاض حرب تشرين التحريرية وساهم في انتصار المقاومة اللبنانية خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006 وعلى غزة عامي 2008-2009 قادر اليوم على إفشال المؤامرات وصيانة الاستقلال الوطني ليؤكد للعالم أجمع أن راية الاستقلال ستبقى مرفوعه وأن السوريين لا يمكن أن يرهبهم غدر وبطش الأعداء والمتآمرين وهم قادرين اليوم على تحقيق النصر على عصابات الغدر و القتل التكفيرية وأسيادهم من خلال اقتراح الحلول التي من شأنها تحقيق تطلعات السوريين في بناء سورية المتطورة والمتجددة وتحرير الأراضي العربية المحتلة وعودة الجولان السوري المحتل كاملاً إلى حضن الوطن الأم سورية.
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
