وحول الاحتياطات والتقديرات فان مرحلة الاستكشاف اي قبل الحفر تستند إلى عدد من المؤشرات وتعتبر احتياطي كموني ، ويقدر عادة بضوء درجات الارتياب والموثوقية بين ثلاث قيم أعظمي ووسطي وأصغري ورقم تأشيري يعتمد عادة كمبرر فني اقتصادي للبدء بحفر اول بئر تنقيبي في احد الظواهر التركيبية التي يتم اختيارها بحسب اولويات المأمولية النفطية لمجموع الظواهر المختارة كأهداف للتنقيب .
وبضوء نتائج عمليات الحفر يتم التأكد من وجود النفط والغاز من عدمه ، ويتم بضوء نتائج الاختبارات الانتاجية والعينات المأخوذه من سوائل وصخور الطبقات اعادة حساب الاحتياطي ووضع المؤشرات الاولية للانتاج من الحقل في حال وجود اكتشاف تجاري للنفط اوالغاز، وتعدل الاحتياطيات ويتغير تصنيفها الى الاحتياطي الجيولوجي ومنه يحسب الاحتياطي القابل للانتاج ، وكلما تراكمت معطيات نتائج الحفر يتم تدقيق حجم ومساحة المصيدة والسماكة الفعالة ونسبة التشبع النفطي والغازي في الصخر الخازن وبالتالي تدقيق الاحتياطي .
احتياطات حوض المتوسط
يقدرالاحتياطي الكموني لحوض شرق البحر المتوسط وفق دائرة المسح الجيولوجي الامريكية بتقريرها الصادر في نيسان 2010 بـ 345 تريليون قدم مكعب غاز وعلى كميات ضخمة من الاحتياطيات النفطية ، إلى جانب كميات كبيرة من سوائل الغازات ، ويتكون هذا الحوض من ثلاث احواض اقليمية فرعية هي :
حوض بحر إيجه ، قبالة سواحل تركيا واليونان وقبرص شمال البحرالابيض المتوسط الشرقي.
حوض المشرق ، قبالة سواحل سوريا ولبنان وإسرائيل في شرق البحر الابيض المتوسط .
حوض دلتا النيل ، قبالة سواحل مصر، ويمتد شمالا حتى سواحل قبرص، وشرقا حتى سواحل شرق العريش وغزة جنوب البحر الابيض المتوسط الشرقي .
اما عن الاحتياطيات المقدره لحوض المشرق قبالة شواطئ قبرص الشرقية ، وفلسطين المحتلة ، ولبنان، وسوريا فقد قدرت بـ 122 تريليون قدم مكعب من الغاز(الاصغري 50 تريليون والاعظمي 227 تريليون) ، إضافة إلى 3.1 مليارات برميل من الغازات السائلة (الاصغري 1.2 مليار والاعظمي 5.7 مليارات) ، و1.7 مليار برميل من النفط (الاصغري 0.4 مليار والاعظمي 3.7 مليارات).
تتوزع هذه الاحتياطيات التقديرية على التراكيب والظواهر التركيبية في الحوض ، والتي يتم تحديدها قبل الحفر وفقا» لدراسة فنية اقتصادية تفصيلية تعد لهذ الغرض
مساحة الجزء السوري من هذا الحوض تمثل حوالي 6.5 % من اجمالي مساحة الحوض الممتد من جنوب فلسطين المحتلة وحتى اللاذقية شمالا وقبرص غربا ويعرف بحقل اللافانتاين وتم حفر خمس حقول في هذا الحوض مابين 2009 و 2012 اربعة منها في مياه فلسطين المحتلة وواحد في قبرص ولم يتم حفر أي بئر في سورية
خلاصة الكلام يمكن القول ان كافة البيانات والمعلومات الفنية المتوفرة عن حوض شرق المتوسط تشيرالى توفرنظام بترولي عالي المأمولية ، وتتمتع المياه الإقليمية السورية بمأمولية جيدة تزداد مأمولية اكتشاف الغاز في الجزء الجنوبي والنفط في الجزء الشمالي ، ونظرا» لعدم تنفيذ عمليات الحفر بالبحر السوري فلا تتوفر تقديرات للاحتياطي فيه بل يتوفر تقدير الاحتياطي الصادر عن دائرة المسح الجيولوجي الامريكية والاحتياطيات المكتشفة بشرق المتوسط ، كما لا تتوفر معطيات او معلومات عن الامكانية الانتاجية في البحر السوري لعدم الحصول على اي اكتشاف تجاري .
كما تشير المعلومات السيزمية الى ان المناطق البحرية القريبة من الحدود مع دول الجوار تتمتع بأهمية ومأمولية نفطية وغازية كبيرة ويتوقع وجود تدخلات وامتدادات للتراكيب معها ، وخصوصا مع لبنان في الجنوب الغربي ومع قبرص في الشمال الغربي .
وتشير المعطيات ايضا الى ان أعمال التنقيب في البحر والمياه السورية هي من النوع العميق لتجاوز عمق قاع البحر الألف متر، مما يرفع تكاليفه ومخاطره وتقنياته المعقدة ويتطلب مساهمة شركات ذات خبرات فنية عالية وامكانيات مالية كببيرة لتنفيذ اعمال الاستكشاف والتنمية في مثل هذه المناطق .
ان ما اثير من معلومات ومعطيات حول نفط وغاز المياة السورية يبقى في اطار التكهنات والتقديرات ولذلك فإن بناء السيناريوهات المختلفة للنفط والغاز في سورية يبقى في إطار التحليل
بدأ النشاط الاستكشافي السوري مبكرا» منذ العام 1975 بتوقيع عقد مع شركة تريبكو الامريكية التي قامت بمسح حوالي 1200 كم طولي ثنائي الأبعاد لكن الشركة اوقفت اعمالها لعمق المياه البحرية وعدم توفر التكنولوجيا المناسبة التي تساعد على تنفيذ اعمال الحفر ، كما قامت شركة روسية بمسح ثلاثة خطوط سيزمية ثنائية الابعاد قبالة الساحل السوري لربط اليابسة بالبحر وانجاز مسح مغناطيسي وجاذبي جوي .
في العام 2005 تم التعاقد مع شركة INSEIS النرويجية التي قامت بتنفيذ مسح ثنائي الأبعاد لـ 5000 كم طولي غطت مساحة عشرة آلاف كم2 ، و قامت بالتفسيرشركة ساجيكس Sagex النرويجية تنفيذا» لنص العقد الموقع مع INSEIS بأن تقوم شركة إنسيس INSEIS بإنجاز هذا المسح ومعاملته وتفسيره على نفقتها .
اصدرت شركة INSEIS نتائج تفسير معطيات المسح السيزمي ثنائي الابعاد بتقرير أولي توضح فيه المظاهر التركيبية التي قد تشكل مصائد تحتوي على النفط او الغاز وهذه المعطيات تحتاج لمزيد من الدراسات وقد تحتاج الى مسح ثلاثي الأبعاد قبل تحديد واتخاذ قرار الحفر من قبل شركات التنقيب العالمية المهتمة التي سيتم التعاقد معها مستقبلاً .
في عام 2007 تم الإعلان عن أربع قطاعات بحرية بمساحة حوالي 1200 كم2 لكل قطاع وقدمت شركة واحدة عرضا» بشروط مخالفة لدفتر الشروط المعلن عنها ، وفشل الإعلان في الحصول على عرض مناسب في حينه لاسباب اهمها انخفاض اسعار النفط عام 2007 وبداية 2008 الى 49 دولارا للبرميل التي اعتبرتها الشركات العالمية المهتمة غير اقتصادية ومشجعة للدخول في مثل هكذا مشاريع عالية التكلفة والمخاطر .
في عام 2011 تم الإعلان مجددا عن ثلاثة قطاعات بحرية بمساحة اجمالية حوالي 9000 كم2 واشترت دفاتر الشروط والمعلومات عدة شركات عالمية معروفة منها شركات توتال الفرنسية ، شل الهولندية وايني الايطالية ولكن بسبب الظروف السائدة والاحداث الامنية والمقاطعة التي فرضتها الدول الغربية على سورية لم يتقدم احد.