تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«الثورة السورية الوطنية» كتاب جديد يوثق لذاكرة وطن رفض الاستعمار

أخبار
الثلاثاء 16-4-2013
«أيها السوريون تذكروا آباءكم وتاريخكم.. أبطالكم وشهداءكم وشرفكم القومي.. تذكروا أن يد الله معنا وأن ارادة الشعب هي ارادة الله وتذكروا أنه لا يمكن تدمير الامم المتحضرة والمتحدة فلقد صادر الامبرياليون ما هو لكم وقسموا وطنكم غير القابل للتجزئة

ففرقوا الشعب الى طوائف دينية وولايات وخنقوا حرية المعتقد والضمير والكلام والعمل فلم يعد يسمح لنا حتى بحرية التحرك في بلادنا.. دعونا نحقق طموحاتنا الوطنية وامالنا الخائفة.. عززوا سيادة الشعب وحرية الامة».. هكذا يبدأ كتاب «الثورة السورية الوطنية وتنامي القومية العربية» صفحاته للكاتب الامريكي مايكل برفنس مقتطفا مقطعا من وثيقة الثورة السورية الكبرى الموقعة من قائدها المجاهد العربي سلطان باشا الاطرش في 23 اب من عام 1925 موعزا ببداية أكبر الثورات العربية وأطولها والتي كانت مصدرا لالهام العديد من الثورات العربية التي جاءت بعدها مثل ثورة 1936 في فلسطين ضد سلطة الانتداب البريطاني حيث يستفيد الكتاب من نحو خمسة الاف وثيقة أفرجت عنها وزارة الخارجية الفرنسية مؤخرا وفيها يطل الكاتب على أبرز التطورات التي طرأت على المجتمع السوري بعد الثورة من بروز لنخب قومية جديدة وعت وجودها التاريخي كوطن عربي سوري.‏

ويبرز الكتاب أهمية الثورة السورية الكبرى كونها كانت مثالا ناجحا للمقاومة كحافز لتشكيل المفاهيم الشعبية للهوية العربية السورية فعندما حمل الثوار من جبل العرب الى جبل الزاوية مرورا بجبال الساحل السوري والجزيرة مفهومهم للمجتمع الواحد كان هذا المفهوم حصيلة ارثهم الوطني العروبي حيث لم يستوردوه من مجتمع آخر ولم يقلدوا ثورات غيرهم ولم يتأثروا بقراءة الكتب الثورية بل تصوروه بأنفسهم بعد صراع دام مع المستعمر الفرنسي.‏

يقول الكاتب الامريكي المأخوذ بخصوصية الثورة السورية الكبرى على المحتل: «إن مخيلة الثوار السوريين عن فكرة الثورة انطلقت من دأبهم المستمر لتقرير مصير بلادهم بأنفسهم مدفوعين بانتمائهم الصلب للارض السورية التي لم تكن بالنسبة لهم مجرد انتماء الى قرية أو طائفة أو عرق أو مذهب بل كان ما وحدهم هو وقوفهم في وجه مستعمر ظالم هدد وجودهم التاريخي وحقيقتهم الحضارية التي عاشوها منذ آلاف السنين».‏

ويطل الكتاب الصادر حديثا عن دار قدمس للنشر والتوزيع على محفوظات الانتداب الفرنسي على سورية بين عامي 1924 و1927/ توثق جميعها حجم المقاومة الشعبية التي لقيها المحتل على أيدي رجالات سورية حيث يستفيد الباحث مما سجلته وثائق وزارة الخارجية الفرنسية عن وقوف الصحافة السورية بكل مطبوعاتها وجرائدها ومجلاتها في وجه المحتل والتي كانت وقتذاك تحت رقابة صارمة من دولة تعتبر نفسها صاحبة بيان الثورة الفرنسية ولائحة حقوق الانسان فيبين الكتاب ما تعرض له أحرار الصحافة السورية الوطنية من ملاحقات قانونية وجزائية وأحكام بالسجن واعتقالات وتضييق واقفال للصحف.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية